ناصر العنزي
نقول في قصائدنا الشعبية «ما كل من يلبس البشت رجال، بعض الأوادم واجد عليها غترها، البشت ما يزهى رديين الأفعال، مادام سود وجيههم ما سترها»، وفعلا كم كان ميسي عظيما في تلك الليلة وهو يرتدي البشت الخليجي هدية من أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد الذي وجه رسالة للعالم كله «نحن قادرون» وهذا فعلناه أمامكم ولن نتخلى عن مبادئنا وهويتنا الوطنية ومتمسكون بموروثنا الشعبي.
آه ما أجمل تلك الليلة وأصعبها وهي تتوج الأرجنتين بطلة لكأس العالم وقائدها العظيم ميسي افضل لاعب في البطولة، ها هي كأس العالم بين يديك يا ميسي، ها هي الكأس العاقة تأتيك حبوا بعدما خرجت عن طوعك في أربع بطولات سابقة، هاهي يا ميسي تعتذر منك وتقبل رأسك، ها هي كأس مارادونا في مكسيكو 86 تعود وتصرخ وتقول «انت ومارادونا اسطورتان فمن مثلكما».
كل اللاعبين يحملون أرقاما على قمصانهم إلا ميسي يحمل عبارة «أراك لا تراني» لا نراه في الملعب، من بعيد نرصد شبحا هرولته خفيفة ثم يظهر أمامنا يصنع الأهداف ويسجلها، أنصفته الأرض والسماء في ليلة عنوانها إما النصر أو الموت ومات خصومه وبقي حيا، بكى كل لاعبي الأرجنتين إلا هو لم يبك فهل رأيتم قائدا يبكي أمام جنوده.
فازت الأرجنتين بكأس العالم بعد مواجهة ماراثونية كادت قلوب جماهيرها تتوقف، وتعامل لاعبوها مع ركلات الترجيح كأنهم يحركون قطعة سكر في ملعقة داخل كوب من الشاي، وكم كان مونييل صاحب الركلة الأخيرة مدهشا وهو يسددها بهدوء شديد ثم خلع قميصه كأنه يخلع هموم الدنيا عن كاهله.
٭ مبابي، مبابي، مبابي، مبابي أربع مرات عدد الأهداف التي سجلها، سجل هاتريك قلب به موازين المباراة وسجل ركلة ترجيحية لكنه في النهاية لم يحمل كأس العالم، ظهر شجاعا يناور ويخترق ويهدد ويسجل كأن منتخب فرنسا يلعب بحارس ومدافع واحد ومبابي. ويسجل للديوك أنهم عادوا للتعادل في كل مرة مستغلين مهارة مبابي وأخطاء دفاع الخصم.
وفرط مهاجمه الشاب كولو مواني في فرصة العمر قبل اللجوء للترجيحية عندما واجه الحارس مارتينيز في الدقائق الأخيرة لكن مارتينيز انقض على الكرة وردها بقدمه منقذا فريقه من كارثة، خسرت فرنسا فرصة الفوز باللقب للمرة الثالثة والثانية على التوالي لأن خصمهم ميسي ورفاقه ولأنهم لا يحسنون تسديد الركلات الترجيحية.
٭ المدريديون يتفكهون على البرشلونيين ويقولون منذ أن فارق ميسي برشلونة حقق كأس العالم، البرشا كان بمنزلة «النحس» عليه وأنصفته الأقدار وحمل الكأس في آخر مشاركة له، ومازالت الحرب قائمة بين مشجعي الكلاسيكو رغم رحيل ليو ميسي وكريستيانو رونالدو عنهما، ويرد البرشلونيون: وماذا عن «الدون مالكم» هل مازال يبحث عن ناد يلعب له. وقد شهدت البطولة أحداثا طريفة كعادة بطولة كأس العالم. وسجلت الجماهير الأرجنتينية حضورا طاغيا وكانت بالفعل جماهير «مجنونة» عاشقة.
ومن بين جماهيرها شخص اقتحم الملعب وحمل مارادونا بعد الفوز باللقب في مكسيكو 86 وظهرت صورته في كل وسائل الإعلام وحضر إلى الدوحة لكنه لم يتمكن من دخول ملعب لوسيل وحمل ميسي على أكتافه، كما يسجل للأخضر السعودي أنه الوحيد الذي هزم بطل العالم وقالت جماهيره بعد انتصارها «ميسي وينه كسرنا عينه» ثم ردت الارجنتين كلها بعد اللقب «ميسي وينه رجعنا عينه».