«السياحة والسفر والترفيه».. كلمة السر إلى قلوب الكويتيين الذين استمروا على مدار سنوات طويلة يبحثون عن متعة السياحة في كل أرجاء العالم، بحثا عن كل ما هو جديد في عالم الترفيه، لتزيد معه فاتورة إنفاقهم على السفر عاما بعد الآخر، لتصل خلال أول 6 أشهر فقط من 2023 إلى نحو 2.4 مليار دينار.
لم تكن الحكومة غائبة عن حب المواطنين للسياحة، فوضعت على رأس أولوياتها توفير منشآت ومرافق وأنشطة داخل البلاد تلبي الطلب المتزايد على الترفيه، وفق مستويات عالمية، لتبدأ الكويت في شق طريقها إلى عالم السياحة من خلال حزمة مشروعات طموحة تنفذها واحدا تلو الآخر تحقيقا لرغبات مواطنيها. الكويت التي بدأت بالفعل تنفيذ مشروعات ترفيهية في وقت قياسي مثل «ونتر وندرلاند ـ الكويت»، التي نالت رضا المواطنين والمقيمين، ما دفع نحو توسيعها وإطالة مدة أنشطتها في الموسم الجديد، لم تغفل أيضا خططها المستقبلية، والتي جاءت ضمن برنامج عمل الحكومة الحالي.
وتضمن برنامج عمل الحكومة، في محور الأجندة الاقتصادية وضمن برنامج تطوير وتعزيز القطاعات ذات الأولوية، خططا خاصة بقطاع السياحة والترفيه يأتي على رأسها افتتاح المدينة الترفيهية في منطقة الدوحة والتي تتضمن مدينة ملاهي على مساحة 200 ألف متر، وملاعب رياضية على مساحة 12.5 ألف متر، ومنطقة متاجر ومطاعم وخدمات ترفيهية على مساحة 55 ألف متر، ناهيك عن محمية الشيخ زايد التي تمتد على مساحة 1.5 مليون متر مربع وتتضمن مسارات الانزلاق بالحبل وأنشطة رماية وأكواخ، فيما يتوقع أن يستقطب هذا المشروع نحو 850 ألفا إلى مليون زائر بحلول 2030، وأن يسهم في الناتج المحلي بـ 65 إلى 85 مليون دينار، ويوفر نحو 3 إلى 4 آلاف فرصة عمل بحلول 2035.
ولم تقف طموحات الحكومة عند هذا الحد، إذ تضمن برنامج عملها إعادة بناء منتجع فيلكا التابع لشركة المشروعات السياحية وإحياءه كوجهة ترفيهية وسياحية جنوب غرب الجزيرة ليضم منتجعات فاخرة وعائلية، إلى جانب مجموعة من الشاليهات على الشاطئ ومنطقة مركزية مخصصة لمتاجر التجزئة وللساحة العامة.
وسيتكون المنتجع الفاخر من 180 غرفة، فيما سيضم شاليهات بسعة 150 غرفة، ومنتجعا عائليا بسعة 250 غرفة، على أن يضم أماكن ترفيه وتسوق ومطاعم ومقاهي على مساحة 5 آلاف متر، ومرسى للقوارب وممشى ساحليا، وشاطئا عاما، وساحات عامة وحديقة عامة وقاعة متعددة الأغراض.
وتعمل شركة المشروعات السياحية، الذراع السياحية للحكومة، على عدة مشاريع من بينها تطوير مشروعي الواجهة البحرية وشاطئ البلاجات ليكون وجهة حضارية للكويت ومتنفسا للمواطنين والمقيمين وفق أعلى مستويات الترفيه، والذي يتضمن مشروع الواجهة البحرية بطول 9.7 كيلومترات ويوفر جميع الخدمات الأساسية لمرتادي الواجهة البحرية والشواطئ، كما يشتمل على أكثر من 60 فرصة تجارية واستثمارية للشركات الكويتية وأنشطة رياضية وأماكن مخصصة للسباحة ومسار للدراجات الهوائية ومسار للمشي ومواقع ترفيهية للأطفال.
يأتي ذلك إلى جانب مشروع شاطئ البلاجات الذي يبلغ مساحته 230 ألف متر مربع، ويشتمل على أنشطة ترفيهية وفعاليات على مدار السنة، إذ يضم أنشطة رياضية وأماكن مخصصة للسباحة وألعاب أطفال وتوفير كل الخدمات الأساسية لمرتادي الشواطئ بالإضافة إلى توفير أكثر من 50 فرصة تجارية واستثمارية.
وأثبتت الكويت أنها قادرة على الدخول والمنافسة في مجال الترفيه والسياحة حين اتخذت القرار بإطلاق النسخة الأولى من فعاليات «ونتر وندرلاند ـ الكويت» في شتاء 2022 بحدث ترفيهي يضم 28 لعبة لجميع الفئات العمرية، منها ألعاب الإثارة وألعاب الأطفال والألعاب العائلية، كما يصحب الألعاب العديد من الأنشطة الترفيهية طوال فترة التشغيل ومسرح يتسع لـ 1200 شخص للعروض الترفيهية والعائلية في حديقة الشعب. وبعدما أثبتت فعاليات «ونتر وندرلاند ـ الكويت» نجاحها خلال النسخة الأولى، بادرت الجهات المعنية نحو التوسع فيها، إذ ستمتد الفعاليات خلال النسخة الجديدة لمدة 7 أشهر، كما ستتيح خلال العام الحالي نحو 15 ألف تذكرة دخول يوميا، يأتي ذلك فيما ضاعفت «المشروعات السياحية» المساحة التي ستتم إقامة الفعاليات عليها لتزيد من 70 ألف متر مربع في 2022 لتبلغ نحو 130 ألف متر مربع خلال نسخة 2023.