زاد بريق الذهب بصورة ملحوظة خلال عام 2023، إذ شهد سوق المعدن الأصفر تحولات كبيرة وفرصا متكررة للشراء وأخرى لجني الأرباح بعدما تكررت عمليات التصحيح السعري صعودا وهبوطا أكثر من مرة، ما أتاح الفرصة للكثير من المواطنين والمقيمين لبناء مراكز استثمارية أو تعظيم ثرواتهم خلال وقت قياسي.
وأظهر رصد لـ«الأنباء» أن فرص الشراء عند أسعار متدنية سنحت خلال 2023 نحو 4 مرات شهدت فيها الأسواق العالمية والمحلية موجة تراجع أسعار بالمعدن الأصفر استمرت لفترات محددة، ثم عاودت الصعود مجددا ما أتاح لمحبي الذهب جني أرباح مقبولة وبعوائد مجزية.
وبدأ الذهب تداولات عام 2023 عند مستوى 1957 دولارا للأونصة الواحدة واستمر على هذا المستوى حتى دخول شهر فبراير الماضي، والذي شهد موجة انخفاضات سعرية وصلت إلى مستوى 1855 دولارا للأونصة وهو ما أتاح الفرصة أمام المواطنين والمقيمين لبناء مراكز استثمارية جديدة واقتناء المعدن الأصفر، إلى أن بدأت أول ارتدادة سعرية في مارس وأبريل والتي زاد خلالها سعر الأونصة ليلامس 2013 دولارا.
إلى ذلك، شهد شهر يونيو المنصرم تشكل فرصة جديدة لشراء الذهب وبناء مراكز استثمارية جديدة بعدما تراجعت الأسعار إلى مستوى 1928 دولارا للأونصة، إلى أن صحح السوق نفسه مجددا خلال وقت قصير لتبدأ الأسعار في الارتفاع إلى مستوى 2000 دولار للأونصة ويجني معها المضاربون أرباحا سريعة ويسيرة.
وسجل شهر سبتمبر الماضي أفضل الفرص للشراء خلال العام بعدما بدأ المعدن الأصفر يشهد سلسلة انخفاضات متتالية وصل معها سعر الأونصة إلى نحو 1843 دولارا، فيما انخفض سعر كيلو الذهب داخل الكويت بمستويات متباينة بدأت من 600 دينار ووصلت إلى ألف دينار.
وشهد السوق المحلي في ذلك التوقيت هجمة شرائية من قبل المواطنين والمقيمين الراغبين في الاستثمار والباحثين عن ملاذ آمن لمدخراتهم، إذ باتت الفرصة أمامهم مغرية لبناء مراكز استثمارية والادخار بأسعار متدنية وبكميات أكبر ما يتيح لهم فرص أكبر للبيع مستقبلا بأرباح مرضية لهم وأكثر أمانا في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وكان لافتا خلال الهجمة الشرائية المتزامنة مع انخفاض أسعار الذهب وهو نفاد السبائك من الأسواق وبدء التجار عمليات استعاضتها من الخارج، الأمر الذي يعكس زيادة بريق الذهب في أعين المواطنين والمقيمين.
وكان لافتا خلال تلك الفترة وجود طلب متزايد على السبائك المتوسطة وكبيرة الحجم، وهو ما يعني ضخ سيولة كبيرة في السوق لاقتناء المعدن الأصفر خلال تلك الفترة.
وتشير التوقعات إلى أن بريق الذهب سيزداد لمعانا خلال 2024، وذلك استنادا إلى العديد من المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة خلال الأيام الأخيرة وتأتي كالتالي:
1- معدلات التضخم: إذ إن التغيرات التي تشهدها أسعار المستهلك عالميا تجعل من الذهب ملاذا آمنا لحفظ قيمة المدخرات وهو ما يجعل الإقبال على شرائه متزايدا.
2- معدلات الفائدة: إذ إن سياسة التشديد النقدي التي قادها الفيدرالي الأميركي وتبعه البنوك المركزية في دول العالم جعلت الدولار ذا أفضلية لبعض الوقت بعدما ارتفعت الفائدة عليه إلى مستويات قياسية، إلا أن تبعات التشديد النقدي دفعت نحو التأني مجددا في عمليات الرفع المتتالي للفائدة ومستويات الرفع، وهو الأمر الذي يزيد من جاذبية الذهب على حساب الدولار.
3- الأحداث الجيوسياسية: إذ إن التغيرات الجيوسياسية عالميا وعلى رأسها الصراع الروسي- الأوكراني ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي وصعدت من أسهم الذهب كملاذ آمن، وبدأ تأصيل مفهوم الملاذ الآمن يشتد مؤخرا مع التصعيد الفلسطيني تجاه الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي يعد محفزا إضافيا ليزداد الذهب بريقا.
4- الطلب المتزايد: إذ إن سوق الذهب يخضع حاله كحال أي من الأسواق الأخرى لقواعد العرض والطلب، ومع الانخفاض الملحوظ في أسعار المعدن الأصفر وازدياد الطلب عليه، من المتوقع أن يشهد ارتدادة سعرية تدفع أسعاره نحو الارتفاع وهو ما سيمكن المستثمرين من جني أرباح وافية.
5- التسييل السريع: إذ إن أهم سمات اقتناء الذهب أنه سهل التسييل وهو الأمر الذي يجعل اقتناءه يحقق المعادلة الصعبة وهي حفظ القيمة ومعدلات عالية لإمكانية تحقيق أرباح ناهيك عن أنه سهل التسييل بمعدلات سعرية آمنة قياسا إلى العقار أو الأسهم ما سيجعل الذهب الخيار الرابح ويرفع الإقبال عليه خلال 2024.