(للفقراء المهــاجرين الذيـــن أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الـلــه ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) (الحشر: 8).
الحديث في هذه الآية عن المهاجرين (رضي الله عنهم) وهم في المدينة وبالتحديد عند توزيع النبي صلى الله عليه وسلم فيء بني النضير، حيث بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالتوزيع على المهاجرين الفقراء، وفي الحقيقة ليس كل المهاجرين فقراء، ولكن شملتهم الآية لأنهم عند هجرتهم من مكة الى المدينة تركوا كل ما يملكون من ديار وأموال وهاجروا بأنفسهم، فعند وصولهم الى المدينة أصبحوا كالفقراء لا مال ولا مأوى، لأن هجرتهم كانوا يبتغون فيها رضوان الله وكذلك نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدين، وشهد لهم الله عز وجل بأنهم هم الصديقون - أي صادقين بإيمانهم وبنصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول صاحب تفسير الصافي (الكاشاني): «الصادقين بإيمانهم»، وصف الله المهاجرين بالصادقين، وجعله قرآنا يتلى الى يوم القيامة، يستوجب أمرين، الأول أنه لا يمكن ان يرتد المهاجرون بعد هذه الآية، والثاني ينفي عن المهاجرين النفاق لأنهم كانوا صادقين بإيمانهم.