احذري الكِبْر
الكِبْر من أمراض القلوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة»، وقد أمر الإسلام بالتواضع ونهى عن الكبر والخيلاء لأن ذلك يتعارض مع أخلاق الإسلام، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التكبر، حيث قال: «يقول الله تعالى في حديث قدسي: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منها ألقيته في جهنم ولا أبالي».
والكِبر صفة الشيطان، حيث رفض إبليس أمر الله له بالسجود لآدم عليه السلام، قال تعالى: (..ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين).
وعلى الإنسان أن يعالج الكبر الذي في نفسه ويكون بالاستعاذة بالله، كما قال: (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله..).
أكثري من التوبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر: «يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة»، رواه مسلم، فكيف يكون حالنا؟ وللتوبة شروط وهي الندم والإقلاع عن المعصية والعزم على ألا يعود إلى المعصية أبدا. ففي آخر الليل ينزل الله سبحانه وتعالى الى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل، ويقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟
وإذا تذكر المسلم معصية ندم وانكسرت نفسه وبكى، أما من يفتخر بالمعصية فهؤلاء لم يتوبوا، فإياك والإصرار على المعصية، وأن تكون مصرا على معصية صغيرة؛ فإنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع الإصرار.
وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على ذنبه كالقابض على الجمر»، فالصبر في الثبات على تعاليم ديننا وأحكامه وهديه بالقبض على الجمر، والصبر ثلاث أنواع: صبر على طاعة والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة.
وحين كان يمر النبي صلى الله عليه وسلم بآل ياسر (ياسر وعمار وأم عمار) وهم يُعذَّبون من الكفار، كان يقول لهم: «صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة».
فكان صلى الله عليه وسلم يدعو لهم ويصبرهم ويشجعهم على الصبر لما فيه من خير عظيم ويبشرهم بالجنة، فعلينا ألا نغفل عن عبادة الصبر، وعلينا أن نتذكر قوله تعالى في أمره لنبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر إذ يقول عز وجل: (واصبر وما صبرك إلا بالله)، ويخاطب الله جل جلاله المؤمنين بقوله: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تُفلحون).