المستحاثات أو المتحجرات
ان دراسة المستحاثات مهمة جدا تساعد الانسان في التعرف على تاريخه وتاريخ الحيوانات التي عاشت على الارض منذ ملايين السنين، وهذه الدراسة قد تطورت واصبحت علما اسمه «علم الاحاثة».
ليست المستحاثات او المتحجرات، كما يظن البعض، بقايا الاجسام تحجرت لأنها ظلت دفينة منذ العصور القديمة، هناك ثلاثة انواع من المستحاثات: النوع الاول هو قسم من الجسم ذاته بقي محفوظا من الفساد والتحلل نجده محتفظا بشكله القديم، غير ان المستحاثات قد تكون مجرد شكل للجسم او نوعا من قالب رسم فيه شكل الجسم، فبقي القالب بعد زوال جسم الحيوان او النبات، كما ان المستحاثات او المتحجرات قد تكون مجرد آثار او علامات يتركها الحيوان وراءه اثناء مروره فوق الوحل او التربة.
عندما نعثر على متحجرة تشكل قسما من جسم الحيوان لابد ان تكون الجزء الصلب من جسمه كالصدفة او العمود الفقري، فالاجزاء الصلبة هي التي يمكن ان تبقى محفوظة، اما الاجزاء الطرية فهي تتلف لأنها تتحلل، مع ذلك ففي بعض الحالات حفظت اجزاء طرية جدا من الحيوان، كالاسماك الهلامية او نجم البحر التي تتكون بنسبة 99% من الماء، وظلت هذه الاجزاء الطرية محفوظة بحالة جيدة في الصخور، وهناك مستحاثات وجدت محفوظة بعظمها ولحمها وجلدها داخل طبقات الجلد القديمة جدا.
والمستحاثات لا تتوقف على حجم الحيوان، فقد وجدت في حجر الكهرمان متحجرات لنوع من النمل الصغير الذي عاش منذ ملايين السنين، ومسألة حفظ آثار الحيوان في متحجرات او مستحاثات تتوقف في الدرجة الاولى على المكان الذي تعيش فيه، واكثر المستحاثات عددا هي متحجرات الكائنات المائية لأن اجسادها سرعان ما تغطى بالطين فتحفظ من التلف او التحلل، اما الحيوانات والنباتات البرية فإن اجسادها معرضة للفساد، كما ان بقاياها ومتحجراتها معرضة لعوامل الطقس وعوامل الحتّ.
ودراسة المستحاثات تعرفنا بالظروف التي عاشت فيها الحيوانات قبل مئات ملايين السنين، فالمتحجرات التي وجدت في بعض الصخور كشفت لنا انه منذ ملايين السنين ساد عصر الزواحف، وكان بعضها كبيرا جدا بحيث يبلغ طوله حوالي 25 مترا ويبلغ وزنه 40 طنا، هذه الزواحف الكبيرة كان اسمها الديناصورات، كما ان مجمل معلوماتنا عن اقدم الطيور المسماة آركايو بتيريكس تستند الى متحجرتين وجدتا وقام العلماء بدراستهما.
(من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة)