توحيد فرنسا
في العصور الوسطى، بدأت دولتان أوروبيتان في غرب أوروبا في الظهور بقوة.. هما: فرنسا، وانجلترا، حيث ولدت فرنسا على يد «كلوفيس» ثم «شارلمان».
وطوال القرنين التاسع والعاشر الميلادي، دخل الملوك ذوو السلطان في مرحلة التوحد، من خلال الاقطاعيات الكبرى، وكان الملك احيانا تقاس سطوته بعدد الاقطاعيات، والاقطاعيين الذين يعيشون في دائرة حكمه.
في عام 987 ميلاديا، مات آخر ملك إقطاعي، وتولى «هوج كابيه» الحكم، وبدأ عصر جديد، هو التوحيد الذي تم بين أمراء وملوك المقاطعات، فولدت فرنسا الموحدة.
وكانت الحرب ضد انجلترا سببا في زيادة الروح القومية، التي دفعت الى التوحيد اكثر، ففي عام 1214م، انتصرت فرنسا على انجلترا وحاول الملك فيليب اوجست تقوية بلاده، واتخذ من باريس عاصمة له، واسس قصر اللوفر وكنيسة نوتردام، وبنى شوارع باريس الكبرى.
ثم جاء ابنه لويس التاسع الذي تم اسره في مصر ليتولى الحكم من بعده، وقد تولى الحكم وهو في الحادية عشرة، وتولت امه بلانش الحكم حتى بلغ السن القانونية، وقد اهتم بالقانون ودافع عن الضعفاء وبنى المستشفيات وأسس البرلمان الفرنسي والقصور ومات مصابا بالطاعون عام 1270م.
وجاء ملوك فرنسا ليضيف كل منهم الى انجازات ابيه ومنهم فيليب الرابع الذي سعى لإضعاف خصومه خاصة الفلاندر وقد اهتم بشكل خاص بباريس، وصارت فرنسا في عهده مملكة موحدة السلطة المباشرة فيها للملك.
(من كتاب: موسوعة الحضارات المختصرة ـ محمود قاسم)