كيف تلتئم العظام المكسورة
العظام البشرية قوية جدا لدرجة انه من المدهش ان تنكسر وباستطاعتها ان تتحمل اثقالا كبيرة اضعاف ما تتحمله اي مواد اخرى، فعلى سبيل المثال تستطيع عظمة قصبة الرجل وهي من اقوى عظام الجسم ان تتحمل ثقل يصل وزنه 16 كيلوغراما ومع ذلك وكما نعلم تنكسر العظام احيانا نتيجة العنف وكل نوع من الكسور له اسم حسب الكيفية التي تنكسر بها العظام فإذا تشققت عظمة فقط مع جزء مكسور والباقي منحنى فهذا يسمى «خرقا» وإذا كان هناك كسر كامل فإنه يسمى «تمزقا بسيطا» وإذا كانت العظام مكسورة إلى أكثر من قطعتين فهو «تمزق مهروس» وإذا ثقبت القطع المكسورة العضل والبشرة فهو «تمزق مركب».
واصطلاح العظام المكسورة هو نوعا ما اشبه بإصلاح صحن مكسور فالقطع قد توضع متراصة بالقرب من بعضها بعضا قدر الإمكان لكن الفارق الكبير هو ان الطبيب لن يستخدم اي نوع من الغراء فذلك تنتجه الأنسجة التي تصل بين خلايا العظام نفسها.
وأنسجة العظام لديها قدرة مدهشة على إعادة بناء نفسها فعندما تكون هناك عظمة مكسورة فإن العظمة وأنسجة طرية اخرى حول الكسر تتمزق وتتضرر وبعض هذه الأنسجة المصابة تموت والمنطقة الكاملة المحتوية على طرفي العظمة والأنسجة الطرية تلتئم معا بواسطة الدم الخثر (المتجلط) والمادة الليمفاوية.
وبعد الكسر ببضع ساعات فقط تبدأ خلايا الأنسجة الصغيرة الموصلة بالظهور في هذا التخثر كخطوة أولى في اصلاح التمزق وتتأكثر هذه الخلايا بسرعة وتصبح مليئة بالكالسيوم وفي خلال 72 إلى 96 ساعة بعد الكسر هذه الكتلة من الخلايا تشكل انسجة توحد اطراف العظام.
ويترسب المزيد من الكالسيوم في هذه الأنسجة التي تشكلت حديثا وهذا الكالسيوم يساعد فعلا على تشكيل او تكوين عظمة صلبة تتطور الى عظمة عادية خلال عدة اشهر اما «الجبس» فيستخدم في جبر العظام المكسورة عادة لتثبيت العظمة وإبقاء الحواف المكسورة متراصة بجانب بعضها بعضا تماما.
(من كتاب: كنز العلوم ـ مجدي سيد عبدالعزيز)