-
علينا ألا نقطع وعوداً لا يمكننا تحقيقه
واشنطن ـ أحمد عبدالله ووكالات
بعد يومين من هزيمتها في ولاية نيوهامبشاير، وصفت هيلاري كلينتون مقترحات خصمها بيرني ساندرز بـ «غير الواقعية» في محاولة للتقدم على السيناتور في المناظرة السادسة للمرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي الاميركي، وبدت كلينتون مساء امس الاول اكثر حدة من المناظرات السابقة في مواجهة خصمها المناصر «لثورة سياسية»، وقامت كعادتها بتعداد كل جوانب برنامجها لإقناع الديموقراطيين بأنها اكثر كفاءة لتولي الرئاسة خلفا لباراك اوباما في يناير 2017، وتوجه المرشحان مباشرة الى السود الذي يشكلون ناخبين اساسيين للديموقراطيين.
لكن المواجهات الاكثر حدة جرت حول السياسة الخارجية، حيث ركزت كلينتون على تجربتها على رأس الديبلوماسية الاميركية بينما انتقدها ساندرز لتصويتها لمصلحة حرب العراق في 2003، معتبرا انه خطأ في التقدير.
وقالت كلينتون في المناظرة التي بثتها قناة «بي بي اس» من جامعة ويسكونسين في ميلووكي «علينا الا نقطع وعودا لا يمكننا تحقيقها»، وبعد ذلك تصاعد النقاش حول القطاع الصحي حيث انتقدت كلينتون الكلفة الكبيرة لاقتراح ساندرز حول تأمين صحي عام وشامل، وقالت ان «كل اقتصاديي اليسار الذين حللوا الاقتراح رأوا انه مكلف»، واقترحت بدلا من ذلك نظاما تدريجيا.
وقالت «نحن لسنا فرنسا».
لكن هذه الرسالة لم تجد في تعبئة الحشود في المرحلتين الاولى والثاني من الانتخابات في ايوا حيث تقدمت على ساندرز بـ 0.3 نقطة مئوية بينما لم تحصل في نيوهامبشاير الا على 38% من الاصوات مقابل 60% لساندرز الذي اصبح بطل الشباب الديموقراطي بإدانته «اقتصاد مزيف».
وشددت كلينتون على تجربتها في الخارجية الاميركية وروت مجددا المناقشات التي جرت حول عملية تصفية اسامة بن لادن، لتذكر المشاهدين بان ساندرز لا يملك تجربة في هذا المجال.
وقالت كلينتون إنها في موقع أفضل لتطبيق السياسات وهاجمت ساندرز باعتبار أن تركيزه ينصب على قضية واحدة وهي تأثير المال على السياسة، وأكدت أنها تتفق معه بشأن هذه القضية رغم أنها استفادت من تبرعات ضخمة لصالح حملتها الانتخابية.
وأوضحت ان هناك العديد من القضايا التي يتعين على الولايات المتحدة حلها كالمياه المسمومة في مدينة «فلينت» بولاية «ميتشيغان» والأميركيين الذين يعانون العنصرية والتمييز على اساس الجنس والتعصب، واكدت انها ستسعى حال فوزها بمنصب الرئاسة الى هدم كل الحواجز التي تمنع الأميركيين من ابراز امكاناتهم.
وبالنسبة للاجئين السوريين اكدت كلينتون وساندرز دعمهما للاجئين الفارين من سورية التي مزقتها الحرب واجزاء اخرى من الشرق الاوسط.
وشددت كلينتون على ضرورة عمل الولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة لايجاد حل لقضية اللاجئين والترحيب بهم بعد التأكد من هويتهم.
وطالبت كلينتون بوقف اطلاق النار في سورية بأقرب وقت ممكن متهمة روسيا بأنها «تبذل قصارى جهدها لتدمير ما تبقى من المعارضة السورية قبل الموعد المحدد لوقف اطلاق النار والذي سيكون بعد اسبوع واحد تقريبا».
وحول المسلمين في الولايات المتحدة انتقدت كلينتون خطاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب ضد المسلمين الأميركيين قائلة انهم «يجب ان يشعروا بالترحيب داخل المجتمع الأميركي».
وأكدت خلال تصريحاتها الختامية في المناظرة: «إنني لست مرشحة من أجل قضية واحدة، ولا اعتقد أننا نعيش في دولة معنية بقضية واحدة».