ويتجدد العهد مع أبناء المغفور له الشيخ مبارك الكبير، رحمه الله، وقد بدأنا بحقبة زمنية جديدة في عهد قائد حكيم وحليم، ونبدأ كلماتنا برفع أسمى آيات التهاني والتبركيات لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد لتوليه مقاليد الحكم، سائلين المولى عز وجل أن يمد سموه بالبطانة الصالحة ويعينه على الأمانه الكبيرة التي قلدها الله سبحانه له، وهو الذي بحكمته وسماحته وتواضعه نتوسم في عهده إكمال بناء نهضة الكويت على عهد من سبقه.
فأبناء المغفور له الشيخ مبارك الكبير، رحمه الله، أقسموا على مستقبل الكويت وشعبها وأمنها وأمانها ورفاهيتها ونهضتها، فأميرنا يعتبر من أقدم الشيوخ الذين تمرسوا في العمل الحكومي لسنوات، فيعتبر سموه، حفظه الله، أقدم وزراء الداخلية وأكثرهم مدة في توليها، وقد شهدت الكويت في عهد سموه حين كان وزيرا للداخلية الكثير من الأمن والانضباط، فرغم أن سموه أكثر الشيوخ تواضعا ورحمة إلا أن الحزم والحكمة يجتمعان في سموه وهذا قلما أن يحدث.
هذا ونرفع أيضا أسمى آيات التهاني والتبركيات لسمو الشيخ مشعل الأحمد على توليه ولاية العهد، سائلين المولى عز وجل أن يوفقه ويسدد خطاه لما فيه مصلحة للكويت وشعبها، فتولي سمو الشيخ مشعل الأحمد ولاية العهد كان خبرا أفرح كثيرين رغم الحزن الذي كانوا يشعرون به لوفاة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله.
ومن لا يعرف سمو الشيخ مشعل الأحمد استطيع أن أؤكد له أنه خسر الكثير، فسموه يعتبر من أكثر الشيوخ ذكاء وحكمة وتواضعا، هذا فضلا عن أنه من مؤسسي أمن الدولة، فهو رجل أمن وكذلك هو رجل اقتصاد، وهذا ما يجعلنا نتأمل خيرا على أننا سنشهد تقدما أكثر على الصعيد الاقتصادي في عهده.
ورغم أن سمو الشيخ مشعل الأحمد لم يتقلد مناصب كثيرة سوى أنه كان نائبا لرئيس الحرس الوطني لمدة تجاوزت 16 عاما، إلا أنه استطاع أن يكون حديث المجتمع لما شهدته إدارته في الحرس الوطني من تميز، فيعتبر الحرس الوطني في عهد سمو الشيخ مشعل الأحمد من أفضل مؤسسات الدولة وأكثرها انضباطا ونزاهة، فالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص مع الحزم في الإدارة جعلت الحرس من أكثر المؤسسات تألقا وأصبح نهجه في إدارة الحرس الوطني مثالا وقدوة لبقية مؤسسات الدولة التي نسأل الله أن تكون كل قطاعاتنا بهذا المستوى الذي أصبح عليه الحرس الوطني.
فأميرنا وولي عهده الأمين، حفظهما الله، هم قادتنا اليوم وبأوامرهما نمتثل، وعلى السمع والطاعة والإخلاص نعاهدهم، فاليوم تقلد أمانة الكويت وشعبها حاكم جديد، ويجب علينا مجتمعين أن نتحمل المسؤولية مع سموه ونكون له اليد المعينة والعين الساهرة لنهضة الكويت.
فأمراؤنا السابقون، رحمهم الله، أوصلوا الكويت لمكانة ليست بهينة، وما يتوجب علينا ويتأمله منا شيوخنا أن نكون معهم يدا بيد، لتشهد الكويت نهضة أكبر من السابق، فوطننا بحاجة لنا اليوم أكثر، فجميعنا له تطلعات كثيرة، فالبعض تكون تطلعاته في تحسن الوضع المعيشي للمواطن من رواتب وإسكان وحريات وغيرها من الأمور المعيشية الأخرى والتي رغم أنه ولله الحمد لا ينقصنا شيء إلا أنها تطلعات البعض، وهي بالتأكيد محل عناية واهتمام، أما البعض الآخر فلديه تطلعات أكبر من ذلك تعني الكويت ككويت، وهي التي نأمل حقيقة أن نتمكن من إيصالها لقادتنا يوما ما لأن ما يهمنا هو أن تزدهر الكويت بصورة أكبر.
فالكويت عزتنا وقامتنا وشموخنا وهي التي لابد أن تكون نصب أعيننا، فطموحنا هو ازدهار الدولة ونهضتها قبل أن نفكر في أنفسنا، بل نفكر في الكويت تلك الأم التي تحتوينا جميعا، ونحن جميعنا أبناؤها، وعلينا أن نجسد أسمى مظاهر الأخوة والمحبة بصورة أكبر أمام اللحمة الوطنية وخلف قيادتنا الحكيمة.
هذا، ولا يسعنا في الختام سوى التقدم لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بجزيل الشكر والامتنان على تجديد الثقة بسمو الشيخ صباح الخالد رئيسا للوزراء، لأنه حقيقة من الكفاءات التي نتوسم فيها الخير الكثير، فهو رجل الحزم والحكمة والإخلاص والديبلوماسية والأمانة، والكويت بحاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى.
حفظ الله قادتنا وشيوخنا ووفقهم اللهم جميعاً.