يتميز شهر رمضان المبارك بإقبال المصلين على المساجد لأداء صلواتهم فيها، والكل يحرص على الحضور إلى المسجد ليصلي فروضه والنوافل في جماعة خصوصا خلال شهر رمضان المبارك سواء التراويح أو قيام الليل.
وكنا في السابق نتوضأ بالمسجد ونسمي مكان الوضوء «الكرو» وهو عبارة عن حوض من الأسمنت، وهناك «بلبول» مصب المياه ويملأ هذا الكرو من جليب المسجد.
ونصلي المغـرب في المسجد وبعدها نتراكض إلى بيــوتنا لتناول الفطور، ومن الأكلات المميزة في رمضان «الهريس» الذي يصنع من القمح واللحم ويرش بالدهن العداني «البلدي»، ويرش أيضا بالدارسين المطحون مع السكر.
وهناك أيضا وجبة رئيسية على مائدة الافطار وهي التشريب الذي يتكون من فتات الخبز ومرق لحم مع بطاطا أو مرق دجاج.. وهناك من يحب السمك وأفضلها الزبيدي مع العيش «الرز» أو مع التشريب.
ومن الأكلات الشعبية في رمضان والتي نشاهدها على مائدة الافطار أنواع من الحلويات الشعبية وأشهرها «الزلابية» و«اللقيمات» و«صب الكفشة»، وهذه من الأطعمة التي نراها على مائدة الافطار بشكل شبه يومي.
وبعد صلاة العشاء والتراويح، تقوم كل عائلة بزيارة كبير العائلة لتهنئته بالشهر الفضيل، ثم تبدأ زيارة الدواوين الرئيسية لتبادل التهاني.
وفي نصف الشهر المبارك، وخلال الأيام من 13 إلى 15 رمضان يبدأ «القرقيعان» بما يحمله من فرحة للأبناء، فيقوم الاولاد بإنشاد الأغاني المصاحبة لهذه المناسبة مرددين: سلم ولدهم يا الله.. وأما البنات فيرددن قرقيعان قرقيعان.
في شهر رمضان تقام حفلات المالد لتودع رمضان.. ولقد حضرت هذه مع الخال علي الحسيني برفقة الشيخ عبدالعزيز حمادة في ديوان الشيخ عبدالله المبارك في منطقة مشرف، وكانت المنطقة في الخمسينيات شبه خالية لا يوجد فيها إلا قصر الشيخ عبدالله المبارك الماثل على تلة.
هذه بعض العادات الخاصة بشهر رمضان أيام زمان، تلك الأيام الحلوة وكان الناس يفرحون كثيرا بقدوم رمضان لما يتميز به من أشياء خاصة بالشهر المبارك.
وأذكر عندما كنا صغارا، كيف نتجمع عند «عاير المسجد» بانتظار مدفع الافطار وأذان المغرب، يا حلاوة تلك الأيام فالناس في فرح، والنفوس طيبة ويتصافحون ويتبادلون التهاني بكل احترام ومودة فيما بينهم.
آية قرآنية: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
والله الموفق.