تجديداً لاهتمام الشاعر الأديب الحاج علي المتروك (رحمه الله) بمشاركته السنوية في إحياء النهضة الحسينية بأدبه وقصائده التي أثرى بها أدب الطفّ آثرنا نشر قصيدته الخالدة (الْحُسَيْنُ عاِئداً) لإفضاء الروح والراحة لروحه الطاهرة ووفاء لحبه وتكرمه لمبادئه.. وعليه نشر شآبيب الرحمة تحفّه إلى يوم حشره.
الْحُسَيْنُ عاِئداً
ويَعُودُ يَومُكَ يا بْنَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ
ويُطِلُّ مَوْقفُكَ الأبيُّ فَيُبْهِرُ
يَبلَى الزَّمانُ وَتَنْطوِي أَيامُهُ
عَجْلَى وَيَبقَى صَوتُكَ الْمُتَجَذِّرُ
يَابْنَ الأُولَى مِنْ هاشِمٍ وسَليلَها
من فَيْضِ ما أعْطيتَ فاضَتْ أبْحُرُ
أَهُوَ الْخُنُوعُ وما عَسَى أَن يُرتَجَى
منْهُ سِوى عَيْشٍ ذَليلٍ يَعبُرُ
لَوْلا مَبادِئُكَ الَّتي جَسَّدْتَها
ما كانَ للْأَحرارِ يوْمٌ يُذْكرُ
عَبَّدْتَ لِلثُّوارِ دَرْباً شائِكاً
بدَمِ الشَّهادَةِ والْبُطولَةِ يَزْخَرُ
أفْدِيكَ مقْتُولاً عَلَى عَرَصاتِها
لمُصابِهِ صُمُّ الحَصَى يَتفَطَّرُ
هذا طَريقُ الثَّائِرينَ ولَمْ يَزَلْ
عَبْرَ الزَّمان مِنَ المَذّلَّةِ يَسْخَرُ
يا سَيّدَ الْأَحْراِر عنْدِي نَفْثَةٌ
فيْها أَبثُّ لَواعِجاً تَتَفَجَّرُ
أسبِغْ عَلَيْنا منْ سِماتِك نَفْحَةً
منْ طِيبِها تَصْفُو النُّفُوسُ وَتَطْهُرُ.
1 - هذه القصيدة نظمها الشاعر في رثاء السبط الشهيد الحسين عليه السلام في يوم العاشر من المحرم لعام: (1423هـ).
2 ـ بلِي الزمان: فنِي وزال، وتصرمت أيامه. والعَجْلَى: أي الْعاجِلَةُ، والْمُسْرِعَة.
3- عَبَّدَ الطّريقَ: جَعَلَها مُمَهّدة، ذات معالم واضحة. ويزْخَرُ: أي يَفْخَرُ.