الدولة العميقة، مصطلح تردد على مسامعنا كثيرا الفترة الماضية، وتداولته مجموعة من نواب مجلس الأمة، مما يطرح سؤالين مهمين هما من أين جاء هذا المصطلح؟ وهل فعلا يوجد في الكويت دولة عميقة؟!
الدولة العميقة مصطلح نشأ في تركيا، وكان يعنى به مجموعة شبكات من الضباط والسياسيين والتجار يسعون إلى تحقيق غاية محددة، وكانت غايتهم هي الدفاع عن علمانية الدولة التركية بعد قيامها على يد مصطفى كمال اتاتورك.
ووسائل تلك المجاميع هي الضغط والتصدي ومحاربة أي حركة أو فكر أو تجمع يهدد علمانية تركيا من خلال إبراز والمحافظة على الهوية الإسلامية.
وأبرز ما قامت به الدولة العميقة في تركيا هو إسقاط رئيس وزراء تركيا عدنان مندريس الذي أعدم وكان لقبه شهيد الأذان بعد أن أعاد الأذان باللغة العربية إلى تركيا.
ولنعد إلى الكويت.. وإلى تساؤلنا هل لدينا دولة عميقة؟ وهل هناك مجموعة النافذين من العسكريين والسياسيين والتجار التي تنسق فيما بينها لتحقق غاية محددة؟!
خذوا عندكم «ضيافة الداخلية» وقد تورط فيها عسكريون وتجار، والروسية التي سرقت أموال التأمينات والموانئ، وغيرها من العمولات والسرقات وغسيل الأموال والصناديق السيادية المنهوبة وغيرها من الوقائع، فكل ما سبق يحقق غاية واحدة فقط، هي نهب وسرقة ثروات الدولة عبر نشر الفساد والإفساد.
والآن أعيد طرح السؤال، هل هناك دولة عميقة في الكويت؟!
أظن أننا أمام إجابة مفزعة وفكرة مرعبة!
فإن كان هناك بنغالي تمكن من كشف هذه الحقيقة مبكرا وقام بشراء ضباط ومسؤولين وبرلمانيين في قضية اتجار بالبشر، ما نجح به ذلك البنغالي ليس بصعب على غيره، وخصوصا الدول التي لا تريد لنا الخير.
نحن ننهب ونسرق بمنهجية احترافية، وعلينا النهوض للحفاظ على وطننا واستقراره وأمواله وثرواته.
وإنكار وجود الدولة العميقة بعد كل تلك الأحداث جريمة في حق البلد والمستقبل، فالدولة العميقة لا تحارب بتجاهلها، ولا بتحويل تلك الشعارات إلى شماعة للفشل، ولا بجعلها مادة في حملة انتخابية، أو استخدام ذلك المصطلح كأداة للإرهاب الفكري لإسكات الخصوم، بل تحارب بدعم من يتحلون بالنفوس السليمة، والضمائر الحية، والأيادي النظيفة.
علينا أن ندعم ونقف خلف كل من يحب هذه الأرض وينتمي لتراب هذا الوطن، والتصدي لكل من يفقدنا الثقة في الدولة بكل مؤسساتها، ويزعزع تمسكنا بالدستور وسيادة القانون.
عزيزي المواطن لا تخرج نفسك من المعادلة، فيجب أن تساهم بمحاربة الدولة العميقة من خلال التصويت في الانتخابات بدعم المرشح النظيف الشريف الأمين.
وذلك أضعف الإيمان!
[email protected]