وقف بعثات الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه بين ترشيد الإنفاق وتأخر التطوير والتنمية.
«العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والكرم».
العلم يعتبر احد اهم ركائز تقدم وتطور الشعوب، والعلم يوسع من ثقافة ومعرفة الشعوب، ولا توجد حضارة أو تاريخ من دون العلم، والعلم هو الطريق الوحيد لمعرفة الحقيقة، فالعلم يرفع من قدر الإنسان وبالتالي الشعوب ويوسع دائرة المعرفة والثقافة والتفكير الإيجابي والتعامل الحضاري ليصبح بعد ذلك الشعب حضاريا اجتماعيا راقيا في التفكير التقدمي ويحقق التنمية.
لذلك الحكومات التي سجلت نجاحا باهرا ومستحقا والنجاح هنا نقصد به تحقيق أهداف التطوير والتنمية، هذه الحكومات يكون ملف التعليم والاهتمام به وتطويره على رأس أولوياتها بل تخصص جزءا كبيرا من ميزانياتها للتعليم، فهناك التجربة الماليزية والسنغافورية حاضرة وتجربة الدول الإسكندنافية كذلك تستحق الاشادة.
لذلك عجبي واستغرابي من قرار وزارة مصدرة لعلماء المستقبل ومصنع العلم والتعليم وهي وزارة التربية بوقف استكمال الدراسات العليا بحجة ترشيد الإنفاق.
ترشيد الإنفاق يا معالي الوزير لا يكون على حساب التعليم فهذه خطوة غير موفقة والاستمرار فيها لا يحقق المصلحة العامة للبلد.
نعم نحن مع تنظيم الخطط الدراسية للابتعاث بحسب الحاجة للتخصصات العلمية حتى تعود بالمنفعة والمصلحة العامة.
من الإيجابيات في البعثات الدراسية لوزارة التربية وغيرها من الوزارات سيعود للوزارة نفسها وممكن للقطاع الأكاديمي من خلال التعاون مع جامعة الكويت والتعليم التطبيقي اللذين يعانيان من تقص في كوادر هيئة التدريس مع تنامي وازدياد إعداد الطلبة المنتسبين لتلك المؤسستين بالتعليم الجامعي.
قبل ثلاثة عقود من الزمن الدبلوم والبكالوريوس كانا يسدان احتياجات سوق العمل لوحدهما ولكن مع تطور التعليم والتنمية بشكل عام أصبحت الشهادات العليا اليوم حاجة ضرورية لسد الاحتياج الأكاديمي والمهني.
ان قرار وقف البعثات بحجة ترشيد الإنفاق جاء بسبب غياب الرؤية الحقيقية والتخطيط الاستراتيجي وخطط التنمية.
ان ترشيد الإنفاق الحقيقي لا يأتي الا بالعلم والمعرفة معالي الوزير.