كثيرون هم من تحاول قدر المستطاع أن تكسبهم، وتشتري بالغالي والنفيس خواطرهم، ساعيا إلى إرضائهم، ومحاولا فهمهم ومعرفة احتياجاتهم، سواء كانت تلك الاحتياجات (معنوية أو مادية)، هذا بخلاف احترامك الشديد لهم، ما يجعلك تجهد نفسك كثيرا وبشكل دائم لتتعمق فقط بعالمهم.
وكثيرون هم أيضا من تبتعد عن كل ما يؤذي مشاعرهم ويجرحهم ويخدش إحساسهم عل وعسى أن يكون ما فعلته وتحملته يثمر في أعينهم، لكن في المقابل تفاجأ بأنك لا تجني إلا الرماد المتطاير منهم.
لذلك ضعها قاعدة في عقلك: لا تندفع دائما وبقوة تجاههم، وضع نصب عينيك دائما تلك المقولة: «ما أكثر الذين نسعى إلى رضاهم، ننسى أنفسنا لأجلهم، وفي النهاية للأسف نجد أنهم لا يستحقون ذرة من ذرات احترامنا وحبنا لهم»، أي بمعنى أصح: هم لا يستحقون أن يكونوا جزءا من حياتك، كونهم لا يناسبونك، بليدين، غير مبالين لحسن تصرفك وكرم أخلاقك معهم.
لذا كل ما عليك فعله هو أن تتركهم، وتصبح بعيدا عنهم، وإياك أن تسمع ما يكررونه لك، من اختراعهم للأعذار المعقدة، الكاذبة، والمليئة بالدناءة والأنانية، وكل ماهو سيئ وخسيس، وأنت كعادتك تصدقهم! لأنك بتصرفك هذا، وكأنك تعطيهم مجالا واسعا بأن يتمادوا وبصورة مستمرة عليك.
كما أن عليك ألا تنس أن مثل تلك التصرفات الصادرة منهم، والتي لا تمثل سوى شخصهم ونقصهم، قد تزعزع نوعا ما من ثقتك، كرامتك، قيمتك وكيانك.
فلا ترضخ ذاتك فيما بعد لهم وتعودهم، فإن رضخت ورضيت وتعاميت، عن وقاحة تصرفاهم معك، فتأكد أنه مع مرور الوقت والأيام، سيجعلونك تشك حتى في نفسك! ولمن يا ترى؟! ولماذا؟! لأشخاص للأسف لا يساوون شيئا، ولا قيمة لهم، رأوك متشبثا بهم، ومستمرا بكل سهولة في وصلتهم، وكأن شيئا لم يكن، لذلك هم ضمنوا وجودك، ولهذا السبب لم يضعوا اعتبارا لك.
دعهم وشأنهم وأكرم نفسك عنهم، وإذا لزم الأمر وشعرت بأنك مجبر على ذلك فسطّح علاقتك معهم، وضع حدودا لهم ليعرفوا حقيقة قدرهم، وليتأكدوا أنك أعطيتهم فوق اللازم.
يقال: «ضع الضفدع على كرسي من ذهب سيقفز للمستنقع الذي اعتاد عليه»، وهكذا هم بعض البشر، لا ترفع من شأن شخص لا يستحق، شخص منافق أذل نفسه بسلوكه وحديثه وتعامله مع الآخرين.