حلم يراودني منذ زمن طويل أتمنى رؤيته على أرض الواقع في حياتي وهو زرع مليوني شجرة من السدر البري والنخل في صحراء الكويت.. على الأقل نترك شيئا للأجيال القادمة يأكلون منه بعد أن شفطنا النفط وتركنا لهم صحراء جرداء مليئة بثقوب آبار النفط الخالية. لكن الأحلام بدون آليات وخطوات محددة ودقيقة لتنفيذها تبقى أضغاث أحلام. لكن الله سبحانه هداني لهذه الفكرة والتي أرجو بلورتها على شكل اقتراح لعناية الهيئة العامة للزراعة والوزير المعني بها معالي الوزير محمد الجبري.
الاقتراح باختصار يهدف إلى زرع مليون شجرة من السدر البري ومليون نخلة في شمال الكويت. طيب كيف؟ تطرح بالقرعة 2000 قسيمة زراعية بإيجار سنوي يبلغ 1000 دينار لمدة سنة كما قلت غير قابلة للتمديد. يتعهد المستفيد من تلك القسائم كل على حدة بزراعة ألف سدرة أو ألف نخلة بتنفيذ مخطط زراعي دقيق ومحترف تعده هيئة الزراعة ويتم مراجعة القسيمة شهريا من قبل مراقبي هيئة الزراعة ومهندسيها للتأكد من التنفيذ الصحيح للمخطط الزراعي.
طيب ما هي فائدة المستفيد من تلك القسيمة الزراعية؟ أمنحه 200 متر على أطراف القسيمة يعمل بها شاليها أو استراحة صغيرة يخرج بها هو وعائلته ليستمتعوا بتلك الأجواء الزراعية. وكأنك حصلت على شاليهك الخاص أو مزرعتك الخاصة مقابل مبلغ أقل من 100 دينار في الشهر على عكس أسعار الشاليهات والاستراحات الحالية التي تصل أحيانا لـ300 دينار في اليوم الواحد، هذا إذا حصلت على حجز.
ويجب أن يكون للموقع بوابة ومدخل واحد لا يدخله إلا المستفيدون الذين فازوا بالقرعة حتى لا تتحول تلك القسائم للتأجير والتبادل والتنازل. هذه الفكرة إن تحققت فأنت بإذن الله حققت بعضا من الأمن الغذائي للأجيال القادمة التي ستجد في عصرها مليوني سدرة ونخلة ضربت عروقها في المياه الجوفية فلم تعد تحتاج للسقي أو أن تنتظر سقوط الأمطار. قد يشفع لنا هذا عندهم بعد أن أهدرنا نعمة النفط ولم نستفد منها في صنع شيء مستدام لهم.
والهدف الثاني خلق بيئة ترفيهية لآلاف العائلات الكويتية خاصة إذا طبقت بصرامة شرط السنة الواحدة فقط لكل عائلة غير قابلة للتمديد. بعد 10 سنوات يتم إيقاف طرح تلك القسائم للإيجار وتستلمها الهيئة وتقوم بزرع مكان الـ200 وتربط القسائم مع بعض لتتكون لديك لوحة خضراء جميلة فيها أكثر من مليوني نخلة وسدرة.
٭ نقطة أخيرة: من باب الأمن الإستراتيجي كذلك أن تكون تلك القسائم الزراعية على امتداد حدودنا الشمالية تشكل خطا واضحا وصارما لحدودنا، تنظر إليها من السماء والأقمار الصناعية، خط أخضر عريض يرسم حدود كياننا بشكل واضح للعيان لا ريب فيه، خاصة عندما تصل مئات الآلاف من تلك الأشجار لارتفاعات شاهقة تعانق السماء.
ghunaimalzu3by@