استمعت الى حديث بين شابين أثار استغرابي وهما يتحدثان عن قوة تأثير المخدرات على الإنسان، وكانا يتحدثان ليس عن تجربة بقدر ما هي معلومات عامة استقياها من البعض ومن مواقع البحث في الإنترنت. المقارنة جاءت ان مخدر الحشيش أقوى من المخدرات الكيميكال المصنعة، حيث ان الأخيرة لا تسبب الإدمان، أما الحشيش فإن إضراره أكثر ضررا ويسبب الإدمان، أما المقارنة الثانية فإن سعر الحشيش أغلى من سعر المخدرات الكيميكال.
هذا المقارنات خطيرة لأن كل المخدرات لها جانبان في التأثير على المتعاطي، الجانب الأول حين يكون المتعاطي تحت تأثير التعاطي، حيث انه يفقد القدرة على السيطرة على تحركاته وسلوكه وقد يؤدي به الى القيام بتصرفات وأعمال عدائية تجعلة يرتكب جريمة أو يصاب بأضرار جسدية شديدة نتيجة حادث سيارة أو نتيجة سقوط من أعلى، أما الجانب الثاني فهو التأثير النفسي بعد زوال المخدر من الجسد وهذا الجانب الأكثر خطورة لأن تعاطي المخدرات سواء ذات التأثير النفسي أو التأثير الجسدي كلاهما مدمر للإنسان.
الإدمان يسبب تأثيرا نفسيا وقوته تنبثق من سيطرته على المتعاطي أو المدمن حتى لو تخلص من آثار المخدرات على الجسد سواء بالانقطاع القهري أو بالعلاج لأن الإدمان النفسي يسلب الإرادة ويضعف الشخص المتعاطي او المدمن من الناحية النفسية.
المهربون وتجار المخدرات أصبحت مكاسبهم المالية من وراء تهريب المخدرات الكيميكال أكثر والخسائر أقل لأن الإنتاج الوفير يأتي عبر مصانع صغيرة منتشرة في العراق ولبنان وإيران وتكلفة إنتاجه قليلة مع سهولة تهريبه بمخابئ سرية يصعب كشفها من قبل الكلاب البوليسية، بينما مخدر الحشيش ينتج من زراعة القنب الهندي ويحتاج الى مساحات كبيرة وعملية تهريبه أصعب من تهريب المخدرات الكيميكال فيكون سعره أعلى.
الحكومة عليها توحيد الجهود لمكافحة المخدرات ومنع تهريبها لأن هناك مخططا إجراميا تقوده إيران بواسطة أحزابها لإغراق البلد بكل أنواع السموم، بينما شبابنا يتحدث عن أيهما أشد تأثيرا على الإنسان المتعاطي.
[email protected]