.. «يلا نعيش بأخلاقنا».. شعار حملة «أخلاقنا» التي تم تدشينها بالأمس، وأعتقد أن إطلاقها قد تأخر كثيرا.. ولكن كما يقول المثل: «أن يأتي متأخرا.. خير من ألا يأتي أبداً».
ورغم أنني لست من هواة ممارسة «جلد الذات»، إلا أن منظومة الأخلاق في بلدنا الحبيب تعاني «شرخاً» عميقاً يستحق الاعتراف به.. وتوصيفه.. والبحث عن حلول لمعالجته.. وتطبيق هذه الحلول.
وأولى خطوات العلاج الاعتراف بوجود «المرض»، فالمجتمع المصري بات يشتكي حقيقة من «تغير» أخلاقيات كثير من أفراده، الكل يشكو، ولا أحد يتحرك لبحث المشكلة، ربما خجلا من الاعتراف بوجودها أصلا!!
لذلك ورغم كل التقدير للحملة والقائمين عليها والمشاركين فيها، لدي ملاحظة على الهدف المعلن، وهو: «رد اعتبار الأخلاق والقيم داخل المجتمع من خلال تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية في أخلاق المصريين»!!.. بالتأكيد كل إنسان يحمل داخله نوازع الخير أو ربما يحتاج لمن يكتشفها، ولكن الأهم هو مواجهة أسباب حدوث «شرخ» المنظومة الأخلاقية، وتشجيع وتفعيل التصدي للأخلاقيات غير المعتادة، والسلوكيات غير المستساغة، والتصرفات التي «كانت» غريبة عن مجتمعنا.. ثم تسللت إلى الممارسات اليومية، وتغلغلت في شرايين حياتنا حتى أصبحت «ظاهرة» ينبغي مواجهتها والقضاء عليها.
أين ذهبت «قيم» الحق والخير والجمال، وسلوكيات «الجدعنة» والشهامة وتقدير الكبير، والرحمة بالصغير، وقاعدة أن «النساء أولا»، وثقافات التسامح وقبول الآخر، والاعتذار عن الخطأ بما يطفئ الغضب؟!
أتمنى أن تتواصل «الحملة» لما بعد أبريل، وأن تنضم إليها وجوه جديدة كل فترة، وأن تصاحبها ندوات ولقاءات، وأن يستخدم القائمون عليها كل القوى المصرية «الناعمة» من دعاة وشخصيات عامة تحظى بالقبول لدى المصري لإحداث أكبر قدر من التأثير المؤدي إلى التغيير المطلوب.
.. وأدعو كل من يستطيع إلى قراءة الكتاب الرائع «ماذا حدث للمصريين؟» (تطور المجتمع المصري في نصف قرن 1945 - 1995) للمفكر الكبير وعالم الاقتصاد الدكتور جلال الدين أمين، الذي يشرح التغير الاجتماعي والثقافي في حياة شعبنا على مدى نصف قرن.. لتكتشفوا أن ثورة يناير لم تغير سلوك المصريين.. وإن كانت- ربما- كشفت الغطاء عن بعض أسوأ سلوكيات بعضنا.. بينما «طهرت» وصقلت نفوس البعض الآخر.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
twitter: @hossamfathy66
facebook: hossamfathy66
alanba email id
[email protected]