بسم الله الرحمن الرحيم (ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي). صدق الله العظيم.
ودعنا قبل أيام المرحوم بإذن الله تعالى أحمد محمود الرحماني، الذي سنفتقده سواء من خلال التواصل معه بالنقال أو اللقاء في مقهى 360 بالزهراء، أو كفريق عسكري متقاعد ببساطته، وكانت الصحبة المرافقة له دائما بحضوره مبتسما، خلوقا حريصا على ثقافته، وصلواته وصيامه، وكل ما يعني من الصفات الإنسانية الحميدة، والتزامه الديني والأخلاقي في حياته المدنية والعسكرية التي لا مجال عنده لتغييرها، كتربيته بصحبة والديه واخوته، رحمة الله عليه.
أما تاريخه وبشهادة مرافقيه فمختصرها عسكريا ومدنيا، أنه كان مثالا في الوفاء للوطن ومواطنيه، حكاما ومحكومين، أبرزها كمثال مع أهل ديرته فترة كارثة الاحتلال البعثي العراقي لهذه الأرض الطاهرة والتي لن نكرر شرحها وطرحها، فتاريخه أجدر بذلـــك عـبر ملاحم وشواهد كما خطها مـــع أهل الكويت خلال فترة الاحتلال، داخل البلاد وخارجها.
كان مثالا في الوطنية والعطاء كما الكثيرين من أبناء الكويت في التواصل مع أهل الداخل ليسجلوا معاني الإخلاص بحروفها المكتوبة بالبذل وبخط اليد.
عاش «بوفهد» ورحل بعد أن ترك كل بصمة وطنية واضحة ضد العدو، وفي تقديم الدعم لأبناء الكويت مع حزمة صحبة الميدان آنذاك حتى يوم التحرير، واستمر في التضحية حتى تقاعده، وقد تم تكليفه بواجبات مدنية لخدمة أهل الكويت حتى يوم تشييعه تحت ثرى الكويت.
تشرفنا بصحبته وتألمنا كغيرنا برحيله ويوم فراقه أسوة بأبطال وطنه الراضين بقضاء الله تعالى.
وكم نتمنى أن يتم إطلاق اسمه على إحدى المنشآت العسكرية، أو على طريق مدني مهم ليتذكره الجميع من أهل «الديرة»، تكريما له ولأهله ولجميع أبناء الكويت المخلصين الذين يشكلون نسيج هذا الوطن العزيز.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).