كنت وما زلت أعجب لتلك العقول كيف خلقت؟! وكيف امتاز بعضها عن بعض بالشخصية والفكر والذكاء والإدراك والذاكرة والجدل وحتى بالعاطفة؟
سبحان من خلقها ووهبها قدراتها!
شدني اختلافها وتفاوت قدراتها، أولئك الأذكياء والمخترعون والمكتشفون الذين غيروا خريطة العالم بأكمله!
وأولئك الأغبياء أو المتخاذلون التي بقوا مثلما خلقوا ولم يغيروا شيئا أو يتغير فيهم شيء!
والذين أكلوا وشربوا وناموا حتى ماتوا ولم يصنعوا شيئا يذكر على وجه الأرض!
وتوقفت عند تلك العقول التي سجلت نجاحا منقطع النظير واستمرت وأخرى لم يستمر نجاحها أو لم تحافظ عليه!
ويقال: فلان لا يعقل ولو كان يعقل لما حدث له ذلك! وتساءلت: هل هي إرادته أم هو قدره؟! ولماذا يتم ربط العقل بكل تصرف وفكرة وذاكرة؟! حتى الانفعال يعودون به للعقل كقولهم: فلان فقد عقله!
وهل جميع المشاعر يتوقف عندها العقل وهل هو ميزانها وله أن يطلق العنان لكل شيء أو أن يحجب أي شيء!
والعقل هو المفتاح الذي يتيح لك فهم ما حولك وقد تعتريه بعض المخاوف ليكون هو مصدر الإغلاق لا الإدراك!
بمعنى أن يخاف صاحب العقل من خوض فكرة معينة لسبب أو لآخر، فيتراجع وهو غير مقتنع بل خائف وكأن الجرأة في العقل لا القلب كما يقال!
وفي السياسة، مثلا يجد المرء الحق ظاهرا أمامه ولكن مع الكثير من المحظورات تجده لا يبدي رأيه!
وحقيقة العقل السوي انه يعرف التمييز بين الحق والباطل لطبيعة الفطرة التي خلق الله الإنسان عليها!
ولكن هناك عوامل تجعل هذه العقول تستوعب الحق أحيانا والباطل أحيانا وربما ذاك لشجاعته والآخر بسبب مخاوفه أو بمعنى آخر «وأنا مالي» لحاجته أن يشتري عقله بالابتعاد عن التفكير!
وكما قيل: لو جابوا للمجنون ألف عقل على عقله لا يعجبه سوى عقله!
وهنا أيقنت أن العقل هو أنت ولا أحد سواك!
«ومن باب كل راضي بعقله» نتأكد أن العقل هو هذا الإنسان الذي نراه ونتحدث معه ونتعامل معه!
وللعودة إلى تعريف العقل اصطلاحا، فهو وصف للوظائف العليا للدماغ البشري وخاصة تلك الوظائف التي يكون فيها الإنسان واعيا بشكل شخصي!
وأما تعريف العقل عند بعض أهل الدين فهو الفطرة التي خلق الله عليها الإنسان، ويقول ابن عربي في كتابه «الفتوحات المكية» إن العقل هو القلم أول ما خلق الله سبحانه وتعالى فجرى ليدون ما كان وما يكون في اللوح المحفوظ!
٭ 1/2 كلمة: كلما نقص العقل توهم صاحبه أنه أوفر الناس عقلا!
Law_Alsaidi@