خبرت الجزيرة العربية العديد من المستشرقين الذين مر بعضهم فوق رمالها وجبالها مرور الكرام، وأقام بعضهم ردحا من الزمن ولعبوا أدوارا مهمة، وكان منهم الرحالة المستكشفون والسياسيون وسرّاق الآثار والجواسيس والمغامرون الذين قدموا من دول أوروبية مختلفة، وأشهرهم البريطاني توماس ادوارد لورانس الشهير بـ «لورانس العرب» الذي اسهم في تأجيج وتنظيم الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية.
****
أشير إلى المستشرقين (رجالا ونساء) من الذين أقاموا وعاشوا في الجزيرة العربية، متسائلا عن سر التغافل الخليجي عنهم. ذلك ان أغلب المصادر التي تتحدث عن أولئك المستشرقين وعن أنشطتهم في المنطقة هي مؤلفاتهم أو مذكراتهم الشخصية أو مؤلفات كتبها عنهم باحثون أوروبيون، أما جامعات المنطقة ومراكز البحث فيها فقد تغافلوا عن تلك المهمة النبيلة ولم يزل التغافل مستمرا.
****
جامعات مشغولة بمناقشة رسالة ماجستير عن «زكاة زراعة العنب في الاندلس»! وأخرى تمنح الباحث شهادة دكتوراه عن بحثه المتعلق بـ «اقتصاديات صناعة السيوف أيام الدولة الأيوبية»! وتغفل عن حث طلاب المعرفة من الدارسين فيها على تسليط الضوء البحثي على المستشرقين الأوروبيين بهدف تقديم صورة أكثر وضوحا عن الفترة التي نشط فيها هذا المستشرق أو ذاك!
www.salahsayer.com
salah_sayer@