تحتدم المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين التي لعبت دورا محوريا في ضلوع دول أخرى في المشهد الاقتصادي الدولي في ظل تداول العملات المحلية في صفقات بيع الطاقة بدلا من الدولار، لصالح اليوان الصيني وباعتباره عملة وطنية لأكبر دول العالم المستوردة للنفط، ليخسر بذلك الدولار الأميركي قيمته (كعملة أولى في النظام الاحتياطي العالمي للعملات) في النظام المالي الدولي الحديث المتعدد الأقطاب والمنبثق من دول آسيا.
وللتصدي لهذا وفي محاولة لتقليل تبعاته، تبنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من حلف الناتو سياسات إنقاذ تمثلت في طرد الدول الحليفة للصين من نظام سويفت المالي كعقوبات اقتصادية للتأثير على مراكزها المالية، وعرقلة تطور الاستثمارات التقنية في الصين كحرب اقتصاديه باردة شنتها منذ سنوات ماضية، وهذا ما دفع دول البريكس إلى إيجاد حلول بديله للاستقلال من الهيمنة الأميركية على الاقتصاد الدولي، وهذا بفك ارتباط عملة الدولار الأميركي عن أسواق الطاقة العالمي تدريجيا.
وقد شاهدنا مؤخرا تنوع في سلة العملات لدول «أوپيك بلس» في إتمام عملياتها الشرائية لإمداد السوق النفطي رغم التحذيرات الأميركية بهذا الشأن، بالإضافة إلى إنشاء عملة رقمية مغطاة بالذهب، يتم تداولها بأمان من خلال الشركات الكبرى والحكومات، عبر تدشين شبكة مالية عالمية لتحويلات العملة الرقمية، وهذا ما شرعت بتنفيذه مجموعة الدول الاقتصادية بقيادة اليابان.
[email protected]