طالعتنا وسائل الإعلام الكويتية بخبر وفاة الكويتي محمد الشارخ، رحمه الله وغفر له، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «صخر» لبرامج الحاسب الآلي، وكان أول من أدخل اللغة العربية للحواسيب وبلغ الراحل من العمر (82عاما).
وفي الحقيقة وكون الشارخ رجلا رائدا في مجال الكمبيوتر وله دور كبير في تمكين اللغة العربية ضمن برامج الحاسوب، فقد نعت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الراحل على شبكة منشور على منصة «إكس»، جاء فيه «يعد الراحل محمد الشارخ أول من أدخل اللغة العربية إلى الحواسيب، في التاريخ، هو أول من طور القارئ الآلي، والترجمة الآلية والنطق الآلي، مؤسس ورئيس شركة صخر».
ولعلي سأبين للقراء الكرام أهمية ما قدمه الراحل محمد الشارخ، فقد أوجز في تاريخ مسيرة عطائه العلمي والوطني، ومن خلال عمله الدءوب حصلت شركة صخر على ثلاث براءات اختراع من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، وكانت بخصوص التعرف الضوئي على الحروف «أو سي آر» (OCR)، و«الترجمة الآلية من العربية للإنجليزية»، و«النطق العربي»، ومن الإنجازات الكبرى على مستوى العمل المهني للفقيد تطوير برنامج القرآن الكريم وإدخال كتب الحديث التسعة باللغة الإنجليزية للحاسوب عام 1985.
كما طور فقيد الكويت العديد من البرامج التعليمية والتثقيفية في مجال الحاسوب الآلي، وطرح برامج تعليم البرمجة والتي تجاوز عددها التسعين برنامجا، وقامت شركة «صخر» للحاسوب الآلي بنشر كتب تعليم الحاسوب وتدريب المدرسين وتأسيس معاهد تعليم برمجة الحاسب، كما قام بجمع أرشيف المعلومات الإسلامية، وطور تقنية التعرف الضوئي على الحروف العربية عام 1994، وآلية نطق الحروف العربية عام 1998، والترجمة من وإلى العربية عام 2002 وترجمة التخاطب الآلي عام 2010.
وقام الفقيد محمد الشارخ عام 1997بتأسيس مشروع «كتاب في جريدة» بالتعاون مع منظمة الـ «يونسكو»، وفي عام 2016، بدأ بالعمل على مشروع «أرشيف الشارخ» الذي ضم نسخا من أمهات المجلات الأدبية والثقافية العربية القديمة والحديثة، وبالفعل تم تحميلها على شبكة الإنترنت بهدف الحفاظ عليها كتراث وأن تصبح في متناول الباحثين والمثقفين العرب، وفق ما كتب في سيرته، رحمه الله تعالى.
وفي عام 2019، طرح أول معجم محوسب معاصر للغة العربية، كتطبيق على الإنترنت بشكل مجاني، ويحتوي على 125 ألف معنى وتركيب، ويحمل البرنامج قاعدة بيانات للمترادفات والمتضادات بلغت 35 ألف مترادف ومتضاد، كما يضم الموقع ثلاثة من أشهر المعاجم التراثية: القاموس المحيط، وتاج العروس، ولسان العرب.
والراحل محمد الشارخ مؤلف وكاتب أيضا، نشر أول قصة كتبها بعنوان «قيس وليلى»، عام 1968، كما له ثلاث مجموعات قصصية منشورة، عبارة عن 10 قصص تم نشرها عام 2006، و«الساحة» نشرت عام 2012، و«أسرار» ونشرت عام 2017، كما نشر رواية «العائلة» عام 2018، كان رحمه الله نائبا للمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية، وعضوا في مجلس إدارة البنك الدولي للأعمار والتنمية في ولاية واشنطن الأميركية، أسس مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي ورأسه، كما عمل نائبا لرئيس جمعية الاقتصاديين العرب، وأسس الشركة العالمية للإلكترونيات في الكويت والسعودية.
ساهم الراحل في تمويل «مركز دراسات الوحدة العربية»، و«المنظمة العربية للترجمة»، كما يعد أحد المساهمين بتأسيس «معهد العالم العربي» في باريس، والفقيد الشارخ من رواد الحركة التكنولوجية الذين قادوا مسيرة الإنجازات في مجال العلم والتعليم والتكنولوجيا في الدولة الحديثة، رحم الله الشارخ وصادق التعازي لذويه ومحبيه.
[email protected]