أثناء تجوالي اليومي على ضفاف مواقع الإنترنت لأنهل من كل ما هو مفيد استوقفتني مقولة «الإشاعة.. يؤلفها الحاقد.. وينشرها الأحمق.. ويصدقها الغبي».
وتعمقت في ذاتي بعد قراءة تلك المقولة لأتفكر في معانيها وذلك في ظل الحصار الذي نعاني منه بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، لأصل الى حقيقة مفادها ان الإشاعات آفة سريعة في انتشارها تصلنا على هيئة أخبار او تحذيرات او معلومات منها ما هو نصي ومنها رسائل صوتية ومرئية.
تتنوع الأنواع وتتلون الألوان وتبقى حقيقة اننا اصبحنا متصلين رغما عنا بمن حولنا الذين يقومون بنشر كل ذلك سواء بسوء او بحسن نية، المهم ان هناك دائما من هو قادر على اختراق خلوتنا وإيصال ما يريد او ما لديه، سواء كان ما ينشره صحيحا او خاطئا.
وهنا تجد الإشاعة طريقها اليك وارضها الخصبة والماء الذي يسقيها من خلال «اعادة الإرسال» التي تتم دون تبين او تدقيق او تحقق.
ولم تقف الإشاعات على وسائل التواصل، بل ما ان تدخل ديوانية بالكويت، أو تخرج منها إلا وانت محمل بمجموعة من الإشاعات بسبب خاصية «اعادة الإرسال» الذي يمارسها البعض بترديد كل ما يسمع دون ان يفكر بما يقول ان كان معقولا او غير معقول.
ليتحول الإنسان الى ببغاء يتحدث بما لا يعرف.
فتنتقل الإشاعات من ديوانية الى اخرى وهكذا تنتشر وتنمو وتتضخم وتزيد من قبل الببغاوات وواضعي البهارات.
في الحقيقة ان الإشاعات لم تنتشر في زماننا فقط بل من قديم الزمان، لذلك ديننا الإسلامي أعطانا الوصفة السحرية والمنهج الصحيح للتعامل مع هذه الإشاعات فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا)، تبينوا اي بمعنى تثبتوا، وتأكدوا، ولا تنقل شيئا الا بعد التأكد من صحته، حتى لا تصيبوا الآخرين بالضرر دون سبب، وحتى لا ندخل في دائرة الفاسقين الذين ينقلون الأنباء دون أن يتبينوا.
اذن علينا إيقاف خاصية اعادة الإرسال ونتوقف عن نشر كل ما بين يدينا من معلومات والتأكد من مصادرها والبحث عن الحقيقة واستخدام عقولنا بدلا من ان نجعل غيرنا يستغفلنا ويستخدمنا لنشر ما يريد.
ختاما علينا ان ندرك انه مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي اصبح انتشار الشائعات اسرع واكبر، ولكن بنفس الوقت صار التحقق والتبين من هذه الشائعات أسهل وأيسر، واصبح دور الحكومة مهما وذلك عبر التواجد في وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل ومواجهة الجمهور بشفافية ومصداقية في ظل أحداث المنطقة والرد على الشائعات حتى يتم وأدها بشكل مباشر وسريع وقبل انتشارها.
[email protected]
al_derbass@