هي امرأة هزمت اعتى الأمراض وأعادت ترتيب المفاهيم..
امرأة «سعودية» كسرت حاجز الصمت فكانت الأشجع على مستوى بلدها والعالم..
امرأة تمثل رمزاً للصبر والعطاء.. عكفت على توعية أطياف المجتمع وشرائحه عبر كسر حاجز الصمت في قصتها مع سرطان الثدي باللغتين العربية والإنجليزية.
الاستراحة عن أنثى سعودية بطلة تستحق ان تكون ضيفة هذه المساحة الأسبوعية.
انني عندما قرأت قصتها تملكتني مشاعر مختلفة، ومسكت قلمي لأكتب قصتها كاملة غير منقوصة لعل الشباب في وطننا العربي الكبير يلتفتون قليلا إلى مثل هذه النماذج ويدخلونها في عالمهم (التواصل الاجتماعي) ليدور حولها نقاشهم.
امرأة سعودية زلزلتها العواصف والأحداث، فصبرت وناضلت واجتهدت حتى تقاوم مرض العصر (السرطان)، المرض «الشين» واللعين، بكل قوتها وصبرها، فأصبحت اليوم واحدة من الماجدات اللاتي سجلن أسماءهن في سفر التاريخ.
الاستراحة اليوم تتكلم عن «أيقونة» السرطان في العالم العربي.
تجربة انسانية لطبيبة سعودية اسمها سامية العمودي كتبت عن مرضها وصراعها معه في كتاب بعنوان «مذكرات امرأة سعودية».. الاستراحة تعرض اليوم هذه الدكتورة الكريمة وتجربتها وما خطه قلمها الذي حاز جائزة وزارة الخارجية الاميركية العالمية لشجاعة المرأة عام 2007 نظير قيامها بكسر حاجز الصمت ونشر الوعي بقضية سرطان الثدي في الشرق الاوسط.. ما أشجعك والله د.سامية!
الاستراحة اليوم تنقلكم الى تفاصيل د.سامية العمودي كأنثى وام وطبيبة ناجحة وناشطة اجتماعية توعّي النساء على وجه الخصوص بمخاطر اورام الثدي.
جولة جميلة في بانوراما حياة الدكتورة الشجاعة التي تتحدث من القلب الى القلب تنقل قارئها معها في تفاصيل حياتها المتنوعة.. والله انها امرأة سعودية تستحق منا جميعا كلمة «شكرا كبيرة» لأنها مقدامة وشجاعة وواثقة بما تعمل.
يا الله.. ما أجمل ما خطته يدها وهي تكتب عن حياتها وحبها للادب والكتابة وبدايتها الصحافية منذ ان كانت طالبة من وراء حجاب. . تقول: من أنا؟ طفلة عادية لأم غير عادية فوالدتي لم تحصل على شهادات .. وتزوجت وهي في الثانية عشرة من عمرها وهي معلمتي الأولى.. ما أجمل هذا الوفاء والبر يا د.سامية العمودي!
الاستراحة نقطة ضوء مسلطة على حياة د.سامية العمودي التي خرجت الى العلن لتكسر حاجز الصمت وتحكي قصتها مع المرض.. واي مرض.. انه سرطان الثدي، ثم لتتحول من بعد الى مقاومة جسورة لهذا الداء لتحمل قضية ورسالة وصوتا، راجية التغيير في زمن كثرت فيه الامراض وتسارع التغيير الى حد عدم اللحاق به الا من الجادين المثابرين.
الاستراحة عن د.سامية العمودي.. وباسم الله نبدأ:
جميلة مشاعر د.سامية العمودي وهي تكتب مذكراتها التي تحولت الى كتاب تقول:
حملت هذه المذكرات اعواما، وترددت في نشرها عدة مرات.. المخاض كان عسيرا، استغرق من عمري زمنا، ومن صحتي ثمنا.
فلما انتهت ورأت النور اخيرا، حملتها أضعها بين يديكم وكلي خوف ورهبة، ممزوجة بفرحة محب يهدي من يحب ويودّ ان يرى شيئا في عيون الأحبة.
إذا وجدتم انفسكم فيها فلا غرابة فكلنا ابناء حقبة زمنية واحدة.
اذا كان البوح عاليا ولم تحبذوه فهذا طبيعي فلسنا جميعا نتاج طبع واحد.
اذا جاءت الحقائق نقيض ما ترون، فهذا ايضا طبيعي فلكل منا حقائق يراها بعينه كما يريد هو لا كما هي..
لو اغضبتكم احرفي فسامحوني، فلم اقصد هذا، لو خانتني الذاكرة في امر فسامحوني ايضا، فهذه احرف بشر يخطئ ويصيب.
لو احببتم هذا البوح ووجدتم فيه صوتا لم تعهدوه، وعرضا لم تألفوه، وحقائق لم تتوقعوا وجودها او سماعها فشكرا لكم.
أخيرا، كل ما أريده ان تقرأوا بقلوبكم، وتتركوها مشرعة لكل ما في داخل المرأة الانسان، التي سكبت ذكرياتها ومذكراتها عطرا، لعل وعسى ان تتغير اللحظات وتصبح ذات عبق مختلف.
وفاء د.سامية
لفت نظري في تاريخ هذه المرأة السعودية البطلة وفاؤها فهي تهدي كتابها لحكام المملكة العربية السعودية ولكل من وقف معها في تأليف الكتاب او رافقها في ازمتها وهي بحق تستحق اللقب د.سامية.. الوفية.
لنقرأ ماذا تقول في «الاهداء» وهو ما يسطره المؤلف لمحبيه.
أتقدم بباقة محبة، لكل من منحني من وقته ومن فكره، وأكرمني بالمشورة والدعم اثناء إعداد هذا الكتاب، وهم كثيرون وعلى رأسهم خالي الحبيب الاستاذ عدنان كامل صلاح، واستاذي الاستاذ الدكتور عبدالله حسين باسلامة العميد المؤسس لكلية الطب، والكاتب المعروف الاستاذ احمد محمد محمود والاستاذ احمد محمود تمساح المدير التنفيذي لمطابع المحمودية، والشكر موصول للدكتور عدنان بن عبدالله المزروع مدير جامعة طيبة، والاستاذ الدكتور حسان عبدالجبار رئيس الجمعية السعودية لأمراض النساء والتوليد.
الشكر والحب لزميلات عمري د. نادية غنام استشارية السكر والغدد الصماء والاستقلاب، والدكتورة وفاء اديب سيت استشارية النساء والتوليد، والدكتورة زينب مطير استشارية باطنية، ود.آمال شيخ، ود.نهاد خميس استشارية النساء والتوليد.
ايضا الشكر للكاتبة المعروفة د.مرام عبدالرحمن مكاوي، والكاتبة الجميلة السيدة دلع مفتي، والطالب محمد شماخ.
وفريق عملي السيدة هبة بدوي، الاستاذة سارة بقشان، الاستاذة رحاب باقديم، السيدة كارين لوبيز والسيدة مي الأزعر.
وشكر خاص مني لابني عبدالله عبدالكريم الحربي الطالب بالسنة الرابعة بكلية الطب، وابنتي اسراء عبدالكريم الحربي الطالبة بالسنة التحضيرية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، حفظهما الله لي، فهما من كنت أستشيرهما في كل خطواتي لانهما جزء من مذكراتي وذكرياتي، فحرصت على موافقتهما حفظا لحقهما واحتراما لهما، فلهما حبي وحناني ودعواتي.
د. سامية محمد عبدالرحمن العمودي
٭ المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
٭ عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بجنيف.
٭ المشرفة على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
٭ المشرفة على كرسي التمكين الصحي والحقوق الصحية للمرأة السعودية سابقا.
٭ استشارية نساء وتوليد وعقم وأستاذ مشارك بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
المناصب العلمية والإدارية
٭ وكيلة كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة سابقا.
٭ مديرة مركز د.سامية العمودي الطبي الخاص بأبراج البدرية سابقا.
المناصب الفخرية والعضويات
٭ ناشطة عالميا في مجال سرطان الثدي مع مؤسسة سوزان ج كومن بالولايات المتحدة الأميركية.
٭ أول طبيب عالم زائر ينضم الى مركز الفريد هاتشينسون للسرطان بسياتل.
٭ سفيرة جي إي للابتكار والإبداع الصحي منذ عام 2011م.
٭ عضو اللجنة التنفيذية للمبادرة العالمية في صحة الثدي سياتل.
٭ عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بجنيف.
٭ مستشار غير متفرغ لمنظمة الصحة العالمية سابقا.
٭ عضو مع لجنة سرطان الثدي بهارفارد.
ممثلة برنامج الشراكة الشرق أوسطية وعضو اللجنة التنفيذية العليا لبرنامج الشراكة الشرق أوسطية بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية في مجال التوعية بسرطان الثدي ومجال البحوث سابقا.
تم اختيارها مستشارة لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان في المكلا في أكتوبر 2010م.
الخلفية العلمية
٭ تخرجت عام 1981م وكانت ضمن أول دفعة خريجات من كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
٭ تم اختيارها طالبة مثالية عام 1974م بالمرحلة الثانوية ثم طالبة مثالية بكلية الطب عام 1978م.
٭ تحصلت على الزمالة العربية في اختصاص النساء والتوليد عام 1987م.
٭ لها العديد من الأبحاث العلمية في مجال النساء والتوليد وكذلك في مجال سرطان الثدي والحقوق الصحية منشورة في المجلات العلمية المحلية والعالمية.
٭ عضوة في العديد من اللجان العلمية البحثية والإعلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
٭ باحثة ومهتمة بالطب الإسلامي وأخلاقيات المهنة.
٭ ناشطة في التمكين الصحي وحقوق المرأة الصحية.
الإنجازات والأعمال المتميزة
٭ أول خليجية تفوز بمنصب عضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي بجنيف لمكافحة السرطان في تاريخ المنظمة والتي تعتبر اكبر منظمة دولية في هذا المجال وذلك في أغسطس لعام 2012م.
٭ حصلت على جائزة وزارة الخارجية الأميركية لشجاعة المرأة عالميا وتم اختيارها على مستوى الشرق الأوسط وتكريمها ضمن أشجع عشر نساء على مستوى العالم في 7 مارس 2007 في الولايات المتحدة الأميركية وذلك نظير كسرها لحاجز الصمت وتحويلها إصابتها بسرطان الثدي إلى رسالة حب لتوعية كل أطياف المجتمع.
٭ المؤسس لكرسي العمودي للتمكين الصحي للحقوق الصحية للمرأة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة في يناير 2012.
٭ قامت بتأسيس مركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة في عام 2010م.
٭ المؤسسة والمشرفة على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي منذ عام 2008م.
٭ تمت دعوتها كأول عالم زائر لمؤسسة الفريد هاتشينسون للسرطان في سياتل بالولايات المتحدة الأميركية من خلال المبادرة العالمية للسرطان في أغسطس لعام 2011م.
٭ أصيبت بسرطان الثدي في أبريل لعام 2006 م فاعتبرتها رسالة تحملها لكسر حاجز الصمت وتوعية المجتمع وبدأت بنشر قصتها في عمودها الأسبوعي في جريدة المدينة وذلك في 31 مقالة لدق جرس الإنذار عاليا.. ثم اصدرت عدة كتب عن تجربتها مع سرطان الثدي باللغتين العربية والإنجليزية.
٭ أصدرت أول كتاب بالمنطقة العربية عن سرطان الثدي بلغة الإشارة لتوعية فئة الصم وفاقدي النطق بلغتهم وقامت بتدشين الكتاب صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ويعد الكتاب أول مخرجات مشروعها لتوعية هذه الفئة المهمشة حقوقها الصحية.
٭ قامت بمشروع التوعية بلغة الإشارة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وشمل محاضرات للصماوات وورش عمل لتعليمهن آلية الفحص الذاتي وبحثا علميا تم نشره في مجلة علمية وإدراج لغة الإشارة في كل مرافق المركز.
المشاركات الإعلامية
٭ لها لقاء أسبوعي في برنامج «صباح الخير يا عرب» على قناة mbc بعنوان «صحتك مع د.سامية العمودي» ابتداء من فبراير 2013م.
٭ تم عمل أكثر من مائة لقاء تلفزيوني وإذاعي معها عبر قنوات محلية وعالمية مثل قناة العربية إم بي سي وأيضا cnn، abc news good morning america.
٭ كاتبة في الشأن المجتمعي العام منذ ما يزيد على ثلاثين عاما في صحف المدينة وعكاظ والوطن.
٭ لها جهود مركزة في نشر ثقافة الوعي بين الجيل الجديد من خلال إصدارت عديدة مثل قصتها «اكسري حاجز الصمت» وكتاب لابنتها إسراء الحربي بعنوان «أنا وأمي وسرطان الثدي» وكتاب ابنها عبدالله الحربي بعنوان «سرطان الثدي» وكتابها بعنوان «ابنتي صديقتي».
٭ عدة إصدارات في مجال النساء والتوليد للتوعية.
الإنجازات والتكريم محلياً ودولياً
٭ تشرفت بالسلام على خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، رحمة الله عليه، في ابريل العام 2010م وذلك في ختام اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري حول الخدمات الصحية.
٭ حصلت على جائزة وزارة الخارجية الأميركية لشجاعة المرأة عالميا، وتم اختيارها على مستوى الشرق الأوسط وتكريمها ضمن أشجع عشر نساء على مستوى العالم في 7 مارس 2007 في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك نظير كسرها لحاجز الصمت وتحويلها إصابتها بسرطان الثدي إلى رسالة حب لتوعية جميع أطياف المجتمع.
٭ تم تكريمها في حفل جائزة المفتاحة لعام 1429/2009 من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز من إمارة عسير.
٭ تلقت دعوة من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وحرمه جيل بايدن، وقامت بتلبية الدعوة في 4 يونيو 2010 حضرت الى واشنطن وشاركت معهم فعاليات سوزان ج كومن لسرطان الثدي.
٭ احتلت المركز الحادي عشر في قائمة العلماء العرب الأكثر تأثيرا والمركز
الـ 122 في قائمة الـ 500 أكثر شخصية مؤثرة في العالم العربي في مارس لعام 2011م.
٭ تمت دعوتها من قبل منظمة الأمم المتحدة لإلقاء كلمة عن تجربتها مع سرطان الثدي في الملتقى الاجتماعي والمشاركة في احتفالية قرع جرس اغلاق سوق الأوراق المالية nasdaq كمبادرة للفت انظار العالم الى الأمراض غير المعدية وأهمها السرطان ووضعها على الأولويات الصحية في 22 سبتمبر 2011.
٭ تم تكريمها من قبل صاحبة السمو الأميرة العنود بنت عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود حرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في أبريل 2009.
٭ تم ادراج نبذة عن قصتها في مناهج اللغة الانجليزية في الثانوية المطورة بنين وبنات.
٭ في 28 مارس 2010 تم اختيارها في مجلة arabian business في قائمة أقوى 100 شخصية عربية، حيث احتلت المرتبة الخامسة عربيا والثانية بعد الوليد بن طلال في السعودية.
٭ تم تعيين د.سامية العمودي سفيرة الابتكار الصحي لبرنامج الابداع الصحي لشركة جنرال الكتريك في اكتوبر 2011.
٭ تم اختيارها ضمن أقوى 100 شخصية سعودية لعام 2012 بالمركز التاسع والثلاثين.
٭ صدور الموافقة السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل السعود، رحمه الله، للعضوية الدولية بالاتحاد الدولي لمكافحة السرطان 2013.
٭ تم اختيارها ضمن قائمة العلماء الأكثر تأثيرا بالمرتبة الخامسة، والمرتبة الـ 28 في قائمة أقوى مائة امرأة عربية لعام 2013.
٭ تم اختيارها ضمن قائمة الأقوياء العرب بالمرتبة 195 للعام 2013، متقدمة
بـ 19 مركزا عن ترتيبها السابق في قائمة عام 2012.
أصبحت د. سامية العمودي ناشطة عالمية لها نشاطها المحلي والدولي في مجال صحة المرأة وسرطان الثدي وفي مجال حقوق المرأة الصحية بعد إصابتها بسرطان الثدي في أبريل لعام 2006، وبعد أن قامت باستثمار المحنة لتوعية جميع أطياف المجتمع وشرائحه وهي أول ناشطة في مجال الحقوق الصحية للمرأة.
وشعارها الذي تحمله «نحو العالم الأول في صحة المرأة».
تغريدات د. سامية العمودي
تتحدث د. سامية عن كتابها «مذكرات امرأة سعودية» في تغريدات نشرتها على موقع «تويتر»:
هي مذكرات وذكريات وهمسات وبوح متنوع، وبه صور لمراحل ومواقف مختلفة للتوثيق، إنها قصة مجتمع بكل ما فيه، هي ليست قصتي وحدي هي قصة جيل من نساء الوطن ممن حفرن الطريق في التعليم وفي الطب وفي التمكين.
مذكراتي هي قصة أنثى، أم، طبيبة ناجية من السرطان، هي قصة جيلي، جيل الثمانينيات والحراك المجتمعي في وطني.
سألوني: لماذا كتبت مذكراتك الآن؟ الحقيقة أني أشعر بأنني في سباق مع الزمن وأن بناتنا وأبناءنا بحاجة إلى خلاصة تجاربنا.
أما عن أبواب كتابها، فتقول:
1 ـ الطفولة والشباب. 2 ـ دراستي للطب واختصاصي في طب النساء والتوليد. 3 ـ الزواج والطلاق والعقم والإنجاب. 4 ـ الأدب والإعلام في حياتي. 5 ـ عملي في مستشفيات القطاع الخاص. 6 ـ إصابتي الأولى بسرطان الثدي في 2006. 7 ـ برنامج الشراكة في قضية السرطان مع أميركا. 8 ـ كرسي ومركز الشيخ محمد حسين العمودي لسرطان الثدي. 9 ـ التمكين الطبي والحقوق المجتمعية والصحية للمرأة. 10 ـ باب جديد إصابتي بالسرطان ثانية يناير 2015.
أخيرا نختتم كتابي بتغريدات مختارة لي عام 2015 وأيضا ببعض تغريدات الأحبة في تويتر، هذا ملخص لمذكراتي وذكرياتي.
أبرز ما جاء في كتابها
كنت في الحادية عشرة من عمري عندما مرض والدي مرض الموت، ولم يكن الطب مثل الآن، فرحل وكان هذا أول لقاء لي مع السرطان.
تقول د.سامية: أصبح حرماني من ابي حفرة موجودة في داخلي لم يستطع رجل ان يملأها او يعوضني عنها.
بعد وفاة والدي وأنا طفلة حضروا إحدى الليالي ومعهم رجل في الخمسين رأيته عجوزا ويحكون أنه عريس لي فبكيت ذعرا.
أذكر زميلتي التي أحبت ابن خالتها غير السعودي وتزوجت وتعيش معه قصة حب موفقة للآن، من قال إن الحب له أرض أو جنسية؟
قصة التحاقي بالطب تعلمت منها أن لله تقديرات لا نعلمها، حيث لم يكن عندنا وقتها كلية طب في جدة.
إحدى قريباتي قالت: هل تعتقدين أنني سأطمئن لطبيبة تعمل لي قيصرية؟ بعد أعوام أصبح الحصول على موعد مع طبيبة يحتاج الى واسطة.
تقول الدكتورة سامية:
حملت هذه المذكرات أعواما وترددت في نشرها مرات، المخاض كان عسيرا استغرق من عمري زمنا ومن صحتي ثمنا لترى النور، اقرؤوها بقلوبكم واتركوها مشرعة لكل ما في داخل المرأة الإنسان التي سكبت ذكرياتها ومذكراتها عطرا عسى أن تتغير اللحظات.
ولعل أجمل ما في الكتاب ما خطته عن الإجازة الصيفية والطالبة المثالية في المرحلة الثانوية.
آخر الكلام
بكل صدق وشفافية تتكلم عن اصولها الحضرمية فتقول: «ولدت لأب حضرمي الجنسية وام سعودية من مكة، واكتب دائما في تويتر حضرمية الجذور سعودية الهوى والعشق والنشأة، وأعتز بجذوري وأحمل ولاء ووطنية لهذا الوطن، لو شققت صدري لوجدت السعودية محفورة في اضلعي وينبض بها قلبي.
وأستاء عندما يظن البعض في تويتر انه يعيّرني بهذا الاصل واقول دائما اننا ننافح بأننا مسلمون (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، في الوقت الذي تطفو فيه العنصرية عندما تسقط الاقنعة، فنبحث عن سابع جد اين ولد ولمن ينتمي؟ ويصبح اسلامنا آيات نحفظها لا تدبرا ولا سلوكا، ويشهد الله انني لم انافح يوما بأصلي ولا جنسيتي.
كانت امي تعرف ان بين الحضارم من يؤصل لذلك فتغضب لو ناداني احدهم مرحبا «هلا بالشيخة»، ولا تسمح بأن أتأثر بكوني من اصل يعرفه الناس ولا بأني سعودية وغيري غير سعودي، وربما كان هذا من اجمل الخصال التي زرعتها امي في داخلنا، وذلك لأني عندما توفي ابي وانا طفلة كنت ما ازال احمل الجنسية الحضرمية حال كثيرين من الحضارمة وقتها، وكانت هذه احدى المشاكل التي واجهتنا في الدراسة، وكانت امي مدركة لهذا.
وحدث انها ذهبت تحمل ملفي للتسجيل في المدرسة، فأخبروها ان تعود بعد ان يتم تسجيل السعوديات، وسيرون وقتها ان كان هناك مكان، ولم يشفع لي انني كنت من الاوائل والمتفوقات، فعادت امي وهي تحمل همومها وذهبت تزور جارتها ـ وكانوا هم ملاك العمارة ـ ويأتون في مواسم معينة مع الديوان الملكي في عهد المغفور له جلالة الملك فيصل ـ رحمه الله ـ فذهبت امي وبكت بأعلى صوتها وهي تحكي لزوجة الشيخ، فما كان منها الا ان قالت لها: «اتركي لي الملف».
كانت اياد بيضاء من هذه السيدة وزوجها- رحمهما الله- اينما كانا، اياد سخرها الله ليتيمتين هما انا واختي، وكان ان قام الشيخ بعرض الامر على جلالة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وتمت اجراءات المعاملة وحصلنا على الجنسية السعودية في وقت قياسي كون امي سعودية ابا عن جد، ورحل الملك فيصل بن عبدالعزيز- رحمة الله عليه- وهو لا يعلم اي خير فعل، فلولا حصولي على الجنسية السعودية في طفولتي لما تمكنت من دخول كلية الطب ـ والتي يقتصر القبول فيها على السعوديين ـ ولربما كانت حياتي قد اخذت منحى، الله اعلم به، لكنه فضل الله عليّ ثم فضل جلالة الملك فيصل- رحمه الله رحمة واسعة- وهو جميل أحمله دينا احاول سداده لهذا الوطن الذي منحني الفرصة، وادعو الله ان اكون قد سددت جزءا من هذا الدين».
وأنا كاتب الاستراحة، ومعي كل الشعب الكويتي نقول: «رحم الله الملك فيصل بن عبدالعزيز واخوانه من بعده، رحمهم الله، الذين اعطوا هذه المرأة فرصة عمرها لتنجز لوطنها كل الخير، وندعو مع قراء الاستراحة لها بطول العمر في لباس الصحة والعافية.. ست عظيمة، د.سامية العمودي.
وليت الشباب يتوقفون عند محطات حياتها ويتعظون، ليست القضية أصلي وفصلي وإنما ماذا قدمت لوطني، وأشهد بالله أن د.سامية العمودي تستحق منا جميعا كلمة شكرا من القلب وباسمكم جميعا اقولها وأسطرها لك أيتها الحرة.. بيّض الله وجهك يا بنت العمودي وحتما هناك جيل سعودي وآخر عربي سيبدأ التغيير لكسر حاجز الصمت.