[email protected]
المطعم مشروع تجاري.. إما أن يوفَّق فيه المستثمر، أو يمنى بالخسارة، والله هو الرزاق!
والمطاعم أنواع (عربية - هندية - إيرانية - تركية - سريعة.. الخ)، والمطعم في المنام والأحلام إذا رآه صاحبه فهو يرمز إلى أن حياة الرائي ستكون سهلة بإذن الله وليست فيها منغصات!
من أروع القصص التي قرأتها في (الميديا) قصة مطعم في مدينة البندقية الإيطالية، وهذا المطعم عجيب في طريقة عمله وتعامله، والأعجب موافقة وتعاون زبائنه!
يقول سائح دخل هذا المطعم: دخلت إلى هذا المطعم وطلبت كوباً من القهوة وقطعة كيك، وكنت أتأمل المكان في هدوء ولا يقطع هذا الهدوء إلا (رنة الجرس) لدخول زبون أو خروج أحد الزبائن.
شربت نصف فنجان القهوة ودخل أحدهم إلى المكان وسحب مقعدا بجوار طاولتي، فسارع الموظف المسؤول عن خدمة الزبائن بالاتجاه إليه، فقال الزبون: لو سمحت أحضر لي كوباً من القهوة وكوباً آخر على الحائط!
اندهشت من طلبه الغريب، وتساءلت بيني وبين نفسي عن مقصده في طلب (كوب قهوة على الحائط)!
وجلست منتظرا مترقبا لرؤية المشهد، وبعد لحظات جاء (النادل) وفي يده كوب قهوة واحد فقط قدمه لجاري الزبون ثم أخرج ورقة صغيرة وقد كتب عليها (كوب قهوة) وتحرك نحو الحائط وألصقها عليه وانصرف تاركا رأسي يلف مثل المرجل من علامات الاستفهام والتعجب!
بعدها بدقائق معدودة دخل ثلاثة وكرروا المشهد ذاته بأن طلبوا ثلاثة أكواب قهوة وزادوا عليها بكوبين على الحائط!
أحضر النادل الأكواب الثلاثة ثم ألصق ورقتين على ذات الحائط بعد أن كتب على كل واحدة عبارة (كوب قهوة)!
أحسست وقتها برغبة عارمة في الصراخ بكل أسئلة الاستفسار، إلا أنني تذكرت أنني في بلد كل واحد في حاله وما عليك إلا أن تتريث وتعرف الموضوع وتبعاته، وما هي إلا دقائق حتى دخل زبون رث الثياب واللباس وجلس بجواري فأتاه النادل فقال له بكل أدب وبصوت منخفض وبهدوء: كوب قهوة من على الحائط!
ذهب النادل وأحضر كوباً من القهوة ثم ذهب إلى الحائط وانتزع إحدى الأوراق الملصقة عليه.. هنا فقط استوعبت ما يحدث وهو أسلوب راقٍ في التكافل وبطريقة محترمة مهذبة تحفظ الكرامة وماء الوجه!
٭ ومضة: فكرة جميلة يا ريت مطاعمنا تطبقها على سبيل التجربة، لأن الناس فيها خير وتحب تساعد بحيث ما تخدش الحياء ولا تبعثر كرامة المحتاج، وفي الوقت نفسه تعطي الفرصة للمقتدر لأن يتصدق بثمن (كوب عصير - ماء - ساندويش) دون التأثر بنظرات الفقير والمحتاج وعابر السبيل!
٭ يا ريت مطاعمنا ومقاهينا ومقاصفنا المدرسية أيضا تُطبق الفكرة «الحاتمية» ذات الجوهر الإسلامي وإحدى تجارب الأمم الأوروبية المعاصرة وتخدم سياسة المجتمعات التي تحب أن يشارك الجميع بالخير، والكويت من أولى هذه الدول التي تقدم الخير والعطاء من غير منّة، ولا تؤذي المتلقي بأي صورة من الصور!
٭ زبدة الحچي: حكمتنا تقول: الحكمة ضالة المؤمن، وما دمت قادرا على العطاء فلماذا لا تعطي وتقدم الخير بكل صوره؟
صورة جميلة منقولة من مطاعم إيطاليا ومادام فعلها الطليان، فعلينا ككويتيين أن نطبقها ومن يعترض نقول له: الرزاق في السماء والحاسد في الأرض!
خووش فكرة تبي تطبيق في الكويت ويمكن تنجح وتعمم..
تأملوا هذه القصة.. وليحاول كل واحد أن يعمل بها..
في أمان الله.. وشكرا للطليان!