إذا أردت أن تكون منصفا في حياتك وتتخلص من تلك الصور النمطية التي تحكمك وتسيطر على تفكيرك والتي تجعلك تصدر أحكاما غير منصفة على الآخرين فكل ما عليك ان تفعله هو ان تتبع القاعدة الكويتية التي تنطلق بشبه الجملة « مو كل»، والترجمة الفصحى لشبه الجملة هذه هي «ليس كل»، وهي قاعدة يمكن ان تخلصك من كل الصور النمطية التي تحتفظ فيها بدماغك سواء لأشخاص أو شعوب أو حكومات أو دول بل وحتى أصدقاء أو زملاء مرّوا بحياتك.
***
وعليك ان تبدأ تفكيرك بالأقرب لكي تطبق عليه قاعدة «مو كل»، فمثلا «مو كل شقراء حلوة ومو كل متينه جيكرة».
وبعدها «مو كل موظف حكومي سيئ ومتكاسل ومو كل مراجع على حق».
***
وتطبيق القاعدة يطول ويشمل كل شيء يحيط بك، فمثلا وسياسيا « مو كل معارض نظيف ومو كل حكومي فاسد».
ويمكن ان تذهب الى الأبعد وتقول « مو كل ليبرالي متفتح وراق ومو كل ملتزم دينيا متخلف ورجعي»، فالليبراليون العرب بصفة عامة غالبا مجرد منظرين كلاميين وقلة منهم خاصة ممن يتصدرون المشهد الإعلامي يؤمنون بما يقولون ويكتبون ويتشدقون به.
***
قاعدة موسيقية ابسط مما ذكرت آنفا تقول « مو كل من يسمع فيروز مثقف ومو كل من يطرب للشيلات جاهل أو متخلف موسيقيا».
***
وهناك ايضا قاعدة اقتصادية ربما لا تكون دقيقة 100% ولكنها صحيحة حتما وانه «مو كل سهم قيادي رابح ولا كل سهم بو 20 فلسا خاسر»، وهكذا تستمر بطرح هذا القياس على كل ما يحيط بحياتك على كافة الأصعدة..
> > >
وقياسا يمكنك ان تمدد الجمل التي يمكن ان تبدأ بشبه الجملة «مو كل» من الموسيقى مرورا بالبشر وانتهاء بالدول وسياساتها.
ولكن القاعدة الأهم والأشمل والاعم والتي يجب على كل إنسان على وجه الارض الانتباه لها انه «مو كل مسلم إرهابي... ومو كل إرهابي مسلم»، قد تبدو الجملة متشابهة الطرفين ولكن طرفيها غير متشابهين على الإطلاق فقط أمعن النظر جيدا في طرفي الجملة، وستجد ان أطرافا غربية بل وعربية تريد ان تلغي النفي في بداية شبه الجملة لتصور وتجعل الجملة «كل مسلم إرهابي وكل إرهابي مسلم.
***
وللأسف الشديد ان بعضا ممن يروج الكلمة هم من ابناء الإسلام انفسهم وهم ممن اقتنع ان الخلل في الدين وليس في ممارسات الأشخاص، وهذه الطامة الكبرى التي نعيشها ويعيشها جيل كامل قادم تربى على ان الإرهاب إسلامي الشكل والطابع.
***
بين أفليك النجم الأميركي الشهير له مقاطع يدافع فيها عن الإسلام وينفي تهمة إلصاق الإرهاب بالإسلام أو أن المسلمين إرهابيون محتملون، فقط ادخل على اليوتيوب، واكتب «بن أفليك يدافع عن الإسلام» وستجد 5 مقابلات تلفزيونية يظهر فيها بين أفليك مدافعا بشراسة عن الإسلام والمسلمين بينما بعض مثقفينا ممن تربوا إسلاميا يهاجمونه كما لم تفعل اشرس الأدوات الغربية كراهية للإسلام.
[email protected]