كما ذكرت سابقا الحكومة للأسف لا تجيد التسويق للمشاريع التنموية التي بدأت تدخل حيز تنفيذ الخدمة وبعضها سيدخل خلال اقل من 18 شهرا من الآن، فلا تزال الأجهزة الحكومية تستخدم طرقا تقليدية في عمليات التسويق لتلك المشاريع العملاقة، بل انه حتى عندما ارادت الحكومة التسويق الإنجازات لبعض من تلك المشاريع باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي استخدمتها بشكل تقليدي عبر عرض مقطع فيديو بصوت راوٍ يتحدث عن المشروع بخطاب عسكري جامد بعيد كل البعد عن ان يجد له صدى لدى المتلقي فكان ضرر التسويق بهذه الطرق التقليدية اكبر من النفع المرجو.
***
لسنوات وانا اعمل في مجال الاعلام واعرف جيدا ان اسلوب التسويق المباشر لا ينفع الا للمنتجات الاستهلاكية كالأغذية والكهربائيات والكماليات والملابس، فالإعلان هنا يروج منتجا استهلاكيا يحتاجه المتلقي، لذا الامر لايحتاج إلا الى عملية دعائية مكثفة لبث اعلان تلفزيوني او عبر الصحف باسم المنتج فقط باستخدام مكثف للصورة وشعار للحملة وحالما يذهب متلقي الإعلان ذلك الى السوق او الجمعية سيجد المنتج أمامه حاضرا، فالهدف من الإعلان الاستهلاكي هو اعلام الناس بوجود المنتج في الأصل لا من اجل إقناعهم به، اما المشاريع مثلا او حتى ترويج الأفكار السياسية او الحملات الانتخابية فلا ينفع معها أبدا اسلوب الاعلان التسويقي المباشر، فالاصل ان تقنع الناس بالشيء الذي تروج له لا ان تعلمهم بوجوده فقط.
والاجهزة الحكومية تروج لمشاريعها وفق اسلوب الترويج الاستهلاكي، وهو اسلوب يعلمنا بوجود مبنى سيفتتح او مشروع اقتصادي سيطرح او تغير سياسي ما سيحدث ولكن هذا الأسلوب لا يقنع رجل الشارع العادي الذي تحاول الأجهزة الحكومية إقناعه بجدية واهمية هذا المشروع او ذاك، ولكن الجمهور ما ان ينزل الى الشارع بعد مشاهدة اي من الفيديوهات الحكومية لن يجد ايا من تلك المشروعات امامه ولن يقتنع بجدواها لانه لم يرها رأي العين وان رآها فلن يستفيد منها.
الأجهزة الحكومية مطالبة بإعادة سياستها في تسويق مشاريعها الكبرى وبطريقة غير مباشرة نحو جمهور ملّ من الوعود وحملات التسويق الحكومية غير الناجحة لمشروعات عملاقة ناجحة.
[email protected]