مع دخولنا معترك العرس الديموقراطي، بدأت تظهر برامج حوارية مصورة عبر منصات التواصل الاجتماعي تتمحور فكرتها حول استضافة مرشح يطرح رؤيته السياسية وبرنامجه الانتخابي عبرها، والفكرة ببساطة برنامج حوار بسيط ثلاثي الأضلاع مقدم برنامج وضيف ومحاور أسئلة، ويفترض أن يكون هذا البرنامج «إعلاميا» وأن يكون مقدمه «إعلاميا» والحقيقة أنه بعيد كل البعد عن الإعلام بمفهومه الحقيقي، فهذا البرنامج بمنزلة «إعلان» مدفوع الأجر، ومقدمه أيا كان تاريخه «الإعلامي» ليس بأكثر من رجل «إعلان» أو بالأصح رجل «تسويق».
***
بمفهوم أكثر دقة هذه البرامج هي دعايات انتخابية لمرشحين حتى وإن استخدمت فيها أدوات «إعلامية»، بالضبط كما لو كنت تصور دعاية همبورغر واستعنت بالمقدم الشهير لاري كينج، سيكون هو «الإعلامي» المعروف لاري كينج لكنه لا يمارس «الإعلام» أو «العمل الصحافي الحقيقي» بل يلعب دور رجل تسويق وإعلانات لا يختلف كثيرا عما كان يفعله كاوبوي السجائر الشهير.
***
هذه البرامج وإن أخذت الشكل التلفزيوني، إلا أنها ذات طابع تسويقي إعلاني بحت تروج للمرشح ولا تقدم مادة صحافية حقيقية، فالحوار وكما هو يفترض أن يكون في مثل هذه البرامج التسويقية معد سلفا بأسئلة مجهزة مسبقا، وهدف الحوار هو إخراج أفضل ما في الضيف وتصديره كسلعة، فالحقيقة وراء هذه البرامج أنها لا إعلام ولا صحافة ولا هم يحزنون، فالضيف في مثل هذه البرامج قد دفع مقابل الساعة التي تم تصويرها معه، وليس من حق مقدم البرنامج ولا المخرج ولا المعدين الاعتراض على أي مما سيقوله الضيف بنظام «فلوسي وبكيفي».
***
بالنهاية المرشح الضيف في هذه البرامج يقول ما يريد، ولا يقول ما نريد أن نعرف كجمهور كما يفترض أن يكون «الإعلام»، في الأول هو إعلان في الثاني إعلام وهذا الفارق الذي لا يفهمه كثير من المتورطين في مثل هذه النوعية من البرامج، لابد أن يفهموا أنهم يعملون في التسويق وليس في العمل الإعلامي المهني الصحافي، وأنهم مسوقون ورجال إعلانات، لا بأس بوجودهم ولكن الواحد منهم عليه ألا يصدر نفسه كرجل إعلام أو صحافي، تماما كالفارق بين المطرب وفتاة الفيديو كليب رغم أن كلاهما يظهر في ذات الوسيلة.
***
توضيح الواضح: المفترض أن يضع أصحاب هذه البرامج في المقدمة «هذا البرنامج دعاية انتخابية مدفوعة الأجر وليس عملاً إعلامياً حيادياً منصفاً».
***
توضيح الأوضح: الانتخابات القادمة أقرب إلى زواج مخفر.
[email protected]