طلال بارا
مما لا شك فيه أن الخطوة التي خطتها رولز رويس نحو فئة رجال الأعمال الشباب خلال السنوات الأخيرة هي من الاستراتيجيات الناجحة في عالم صناعة السيارات، الصانع البريطاني أدرك ضرورة التوجه نحو هذه الشريحة المهمة من المستهلكين، فالأزمنة تبدلت وجيل اليوم لن يرتضي بفخامة الماضي التي تليق فقط بجيل الآباء والأجداد، هو اليوم بحاجة إلى فخامة تليق بنمطه العصري السريع والمتبدل، ورولز رويس نجحت في تحقيق هذه المعادلة الصعبة منذ إطلاق سيارتها «رايث» الكوبيه الرياضية التي تنبض بروح الشباب والتي لم تتخلى عن جينات رولز رويس الكلاسيكية التي تميزت بها طيلة العقود الماضية.
مؤخرا تلقينا دعوة من شركة علي الغانم وأولاده للسيارات الوكيل الحصري لرولز رويس في الكويت لتجربة سيارة «رايث» والتي لعبت دورا كبيرا في نمو مبيعات الشركة منذ وصولها إلى الكويت، حيث حصدت اهتمام الفئة الشابة من السوق بفضل القوة التي تتميز بها إضافة إلى التصميم المبتكر.
«رايث» كما يقال مستوحاة من قصة السير «تشارلز رولز»، أحد مؤسسي العلامة الذي جمع بين شغف الابتكار والهندسة وروح المغامرة.
وهذه تشكل الطراز الأقوى في تاريخ رولز-رويس تعكس حب المغامرة والسرعة الذي كان الدافع الأبرز لمؤسس العلامة.
شخصية «رايث» مميزة مبنية على القوة، والأسلوب الفاره، كما أنها تتسم بلمسة من الغموض والسواد الذي يبرز بشكل أكبر مما هو عليه في طراز جوست أو أي سيارة أخرى من رولز رويس.
أكثر ما يميز «رايث» هو التصميم الانسيابي المنحدر للجزء الخلفي من السيارة، والذي يمنحها شخصية متفردة.
وتبعث خطوط التصميم الجريئة على الألواح الجانبية والزجاج الخلفي المنحدر، في الذهن صورة رياضي محترف يستعد للانطلاق في سباق عالمي للجري.
ومما يشير إلى ديناميكية السيارة وحيويتها، الشبك الأمامي المسحوب للخلف، والمحور الخلفي العريض للعجلات، وهيكل خارجي ذو اللونين.
وتكشف أبواب السيارة عند فتحها عن داخل فسيح مكسو بأنعم الجلود، وألواح من نوع فاخر من الأخشاب يدعى «كنادل»، سمي تيمنا باسم خليج صغير يقع جنوب فرنسا، اعتاد السير «هنري رويس» وفرق التصميم والهندسة العاملة معه على قضاء فصول الشتاء فيه.
وينتشر هذا التشطيب الملموس الفاخر داخل السيارة ليضفي على المكان الغارق في الدفء والنور لمسة من الدلال ينعم بها ركاب السيارة الأربعة.
أما الأجواء الداخلية فتكتمل مع ميزة star light headliner، المتاحة ضمن برنامج التصميم حسب الطلب «بيسبوك» والتي يتم تقديمها خارج سيارات فانتوم للمرة الأولى.
وتتألف هذه الميزة من 1340 لمبة من الألياف الضوئية المشغولة يدويا في السقف لتصنع لوحة تحاكي سماء ليل متلألئة بالنجوم.
على صعيد الأداء تفجر «رايث» طاقتها بفضل محرك جبار مزود بشاحني تيربو من 12 أسطوانة يتصل بناقل حركة أوتوماتيكي من ثماني سرعات من نوع fz، هذا المحرك يولد قوة 624 حصانا، وعزم الدوران يقدر بـ 800 نيوتن متر عند 1500 دورة في الدقيقة، في حين تتسارع السيارة من 0 إلى 100 كلم/س بالساعة خلال 4.6 ثوان، مع هذه الأرقام لا تصبح «رايث» أسرع رولز رويس على الإطلاق فقط، بــل ومتفوقة على كثير من السيارات الرياضية.
ديناميكية القيادة أصبحت معززة أكثر في هذا الموديل بفضل المحور الخلفي العريض للعجلات وقصر قاعدة العجلات إلى جانب السقف المنخفض، الأمر الذي منح رايث الأداء الأقوى على الإطلاق في تاريخ الشركة، ايضا تم ضبط نظام التعليق في السيارة لتقليل نقل الوزن من طرف إلى آخر إلى أقل حد ممكن، مع تضخيم الاستجابة عند المنعطفات بترو، فيما يزداد ثقل مقود التوجيه كلما زادت السرعة ويصبح أخف كلما قلت، ما يعزز حيوية القيادة.
أما نظام الحركة بمساعدة القمر الصناعي فيستخدم البيانات الواردة من نظام تحديد المواقع ليرى أبعد مما يرى السائق، إذ يتوقع هذا النظام ما ستكون عليه الحركة التالية استنادا إلى كل من الموقع ونمط القيادة الحاليين، ليختار أفضل ترس يناسب نوع الطريق المقبلة عليها السيارة من منعطفات أو تقاطعات طرق أو دوارات، لتكون كلها محل توقع مسبق، ما يعني أن «رايث» مهيأة دوما لتقديم الأداء الاستثنائي الموعود.
إلى جانب الأداء المفعم بالحيوية، نجد تقنيات ميكانيكية وكهربائية تزود بها رايث ترتقي بتجربة القيادة، مثل عرض البيانات على الزجاج الأمامي والأنوار الأمامية المتكيفة وتقنية «رايث» لفتح صندوق السيارة بلا مفتاح.
إلا أن التحسينات التي أدخلت على تقنيات الاتصال قد ارتقت بواجهة الربط بين الإنسان والأجهزة إلى مستوى غير مسبوق من التطور، مقدمة حزمة من المساعدات وكأن إنسانا آخر موجودا على متن السيارة يقدمها لك بأسلوب عصري ومبتكر.
على سبيل المثال تأتي الأوامر الصوتية بلمسة واحدة على الزر المثبت على المقود، فيكفي أن تقول: navigate to kuwait towers، لتبدأ المساعدة فورا على الشاشة ومن خلال الإرشاد الصوتي.
وتأتي التحسينات الإضافية لأنظمة الاتصالات من خلال التصميم والوظيفية لمتحكم spirit of ecstasy rotary controller، الذي يتيح التنقل بين الوظائف على الشاشة باستخدام لبادة خاصة تضم وظيفية القرص والسحب لتحاكي استخدام الهواتف الذكية.
ويمكن كذلك رسم الحروف على اللبادة باليد بدل التدرج في قوائم الحروف على الشاشة للاختيار من بينها.
في ختام هذه التجربة لابد لي أن استذكر ما قاله السير هنري رويس يوما، وهو أحد الآباء المؤسسين لـ«رولز رويس»: «خذ أفضل ما هو موجود وطوره للأفضل وإن لم يكن موجودا فقم بتصميمه»، هذه الكلمات تتلاءم بامتياز مع سيارة رايث لاسيما وأنها السيارة الأكثر قوة من رولز- رويس على الإطلاق، وأكثرها ديناميكية مع خطوط تصميمية جريئة وباهرة.
إنها سيارة فارهة قلبا وقالبا وتنضح بالرقي بجميع تفاصيلها.
رولز - رويس رايث
المحرك: v12 سعة 6.6 ليترات
القوة: 624 حصانا
عزم الدوران: 800 نيوتن متر/دقيقة
التسارع: من 0 إلى 100 كلم/س 4.6 ثوان
السرعة القصوى: 250 كلم/س