لويس السادس عشر الملك الذي دمر نفسه
هناك حالة نادرة يمكن اعتبارها من بين الظواهر لشخص كان يمتلك السلطة وتمكن من خلال قراراته من تدمير نفسه وإنهاء أسطورة استمرت ألف عام.
هذه الكارثة قام بها ملك فرنسا لويس السادس عشر.
وكان لويس قد اعتلى العرش في عام 1774 وورث عداء بلاده لإنجلترا وكان أبوه لويس الخامس عشر في عام 1771 قد تمكن من تقزيم سطوة وقوة البرلمان الفرنسي حتى اصبح مجرد هيئة استشارية.
وعندما ثارت المستعمرات الأميركية ضد إنجلترا، بدت الثورة فرصة لفرنسا لضرب إنجلترا بعيدا عن أراضيها.
وعلى مدى خمس سنوات من بدء ثورة المستعمرات الأميركية قامت فرنسا بإرسال المساعدات والجنود لمساعدة الاميركيين.
وربما يكون هذا هو الامر الذي صنع الفارق، حيث احكم الاسطول الفرنسي قبضته على ساحل يوركتاون ليرغم كورنواليس على الاستسلام ويضمن للأميركيين الاستقلال.
وقد أدى موقف لويس السادس عشر من ثورة المستعمرات الأميركية الى اشعال ثورة غضب الانجليز. ولكن على المدى البعيد أضر هذا الموقف ابلغ الضرر بالملكية التي يمثلها وكان تأييده للأميركيين مكلفا للغاية.
فقد أدى هذا أولا الى افلاس الخزانة الملكية ويعني هذا ان النظام المالي الفرنسي تأزم وكانت النتيجة ان رفع لويس السادس عشر الضرائب لتمويل الخزانة الخاوية.
ودعا الملك ما كان يسمى بـ «مجلس النخبة» للتصديق على رفع الضرائب ولكن المجلس رفض، فما كان من الملك الا ان دعا البرلمان الموسع للانعقاد والتصديق على رفع الضرائب.
من كتاب: 100 خطأ غيرت مجرى التاريخ ـ بيل فاوست