لقد أذهلني ما قام به الرئيس الفرنسي ماكرون من مكر سياسي واضح من خلال وضع الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم على مبانٍ حكومية وهذا يعني التحريض على الكراهية ضد المسلمين، وهذا الأمر لا يخدم العلاقات السياسية والعسكرية والصحية والتجارية بين فرنسا والعالم الإسلامي وأصبحت الاعتداءات المتتالية على المسلمين في فرنسا مثيرة للاشمئزاز وكراهية فرنسا، وعادة لكل فعل رد فعل مساوٍ له بالقوة ومضاد له بالاتجاه، وهذا ما ابداه المسلمون من سخط وغضب على من بدأ بصناعة الكراهية وأساء لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني تحدياً صارخاً لحريات المسلمين ومعتقداتهم الدينية في فرنسا والعالم الإسلامي اجمع، والتي كنا نعتقد في السابق بأنها بلد الحريات العالمية.
وقبل ذلك ادعى ماكرون باطلا أن الإسلام يمرّ بأزمة حرجة، والحقيقة أن ماكرون نفسه هو من يمر بأزمة حرجة واضطراب نفسي وسياسي ليصرف الشعب الفرنسي عن الأزمة الحرجة التي تمر بها فرنسا بسبب تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد والمجتمع الفرنسي لينقلهم الى عالم الكراهية الدينية والإساءة لرسول أمة الإسلام التي يتجاوز عددها المليار ونصف المليار مسلم.
وهذه الأزمة الحرجة الفرنسية تكاد تكون مشابهة لوضع الكنيسة الأوروبية في العصور الوسطى فعندما تكثر الأزمات الحرجة عليها تنادي بالحملات الصليبية ضد المسلمين للخروج من أزماتها الحرجة وقد استمرت الحملات الصليبية على المسلمين الى ان قامت الثورة الصناعية فألغت فيما بعد دور الكنيسة وانتهت بذلك الحملات الصليبية ضد المسلمين.
كما أن انتشار الدين الإسلامي في فرنسا ووصوله المركز الثاني بعدد معتنقي الأديان في فرنسا يعتبر أمرا خطيرا من وجهة نظر ماكرون، اذ إن الدراسات العلمية تشير إلى أن الإسلام سيصل إلى المركز الأول خلال العقود القليلة القادمة بسبب نموه السريع في فرنسا.
وهذا يعني انه خطر على العلمانية الفرنسية الملحدة من وجهة نظر ماكرون وهذه العلمانية نجدها عكس الإسلام تماما فهي لا تعترف بالله وتسمح بتبادل الزوجات مع العلم انه أساسا مخالف للفطرة قبل الدين، اذ ان فحول الحيوانات (باستثناء الخنازير) لا تسمح لأي ذكر بالاقتراب من إناثها حتى ان بلغ عددهن 100 انثى، وكذلك تسمح لهم علمانيتهم بزواج المثليين وانتشار ظاهرة الأمهات العازبات واكل الخنزير وشرب الخمر والقمار وكل هذه الأمور مخالفة للفطرة الإلهية ومحرمة بالإسلام. وهذا تصديقا لقول الله تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) سورة الفرقان - آية 44.
ويمكننا القول انه على الرغم من الحروب الفرنسية الكثيرة التي خاضتها فرنسا في بلاد المسلمين وما خلّفته من دماء وتخلّف عن الحضارة المعاصرة نجد ان المسلمين استوطنوا في فرنسا وتركوا كل آلام الماضي وأصبحوا مواطنين فرنسيين صالحين، وهذا يدل على أن الإسلام دين تسامح ورحمه لكافة البشرية وقدم لكل من اتبع تعاليمه استقرارا اسريا ونفسيا واجتماعيا وأرسى قواعد القوانين الشرعية التي صنعت الأمن والاستقرار في بلاد المسلمين.
وأما من يفكر في الخرافة المسماة (فوبيا الإسلام) فعليه أن يسأل اللاعب محمد صلاح او مايك تايسون أو أن يزور بلاد المسلمين ويبحث عن هذه الفوبيا المزعومة، وحتما سوف يجد الحب بدلا من الفوبيا. ولاختصار الوقت والجهد والمال وللتخلص من المرض النفسي لهذه الفوبيا يجب على القنوات الإعلامية الفرنسية العادلة القيام باستضافة الفرنسية المسلمة مريم بترومين وسيجدون الحقيقة عندها.
سيادة الرئيس، إن الحقائق صعب تجاهلها، أنت لست أول من هاجم الله ورسوله فقد سبقك الكثيرون بهذا الاتجاه ونالوا عقابهم القاسي من الله عز وجل، فالإسلام ومنذ زمن بعيد اعتاد على هجمات أعدائه عليه سواء ان كانوا طواغيت او حاقدين أو حاسدين أو حمقى أو مغفلين أو انهم لا يعلمون شيئا عن الإسلام. وهؤلاء قد اخبرنا عنهم القرآن الكريم إذ قال تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) آل عمران - آية 118.
والسبب في كثرة أعداء الإسلام هو أن الإسلام كالشجرة المثمرة التي تقذف بالحجارة فيتساقط ثمرها.
ومن هنا أتحدى أي مسلم بأن يرد هذه الإساءة بإساءة مثلها، أي يسب عيسى المسيح او أمه مريم او موسى او سليمان او داوود او غيرهم من الرسل والأنبياء عليهم السلام جميعا، إذ إن الإسلام يمنعنا من ذلك إذ قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة - آية 285.
وعلى سبيل المثال فرعون مصر ادّعى الألوهية وقاتل موسى عليه السلام واتباعه ثم غرق هو وجنوده في البحر الأحمر، والنمرود الذي ادعى أيضا الألوهية وقذف نبي الله إبراهيم عليه السلام بالمنجنيق في النار أما جريمته فهي انه قال للنمرود (الله ربي) ولم تحرقه النار وخرج منها سالما وكان طعامه يأتيه من الجنة وهو في نار النمرود، أما النمرود الخاسئ المتكبر والمستعلي على الله فأرسل الله عليه اصغر خلقه وهي البعوضة فدخلت من منخاره الذي يشبه منخار الخنزير واستقرت في رأسه وسببت له مشكلة صحية كبيرة في رأسه، فآلامه لا تخف من هذه البعوضة إلا بعد أن يضرب على رأسه بالنعال، ويقال انه ظل على هذه الحال لمدة 40 عاما حتى مات يعني انه «يتصبح بنعال ويتمسى بنعال» إلى أن مات.
أخيرا: بأفعالك السابق ذكرها يا سيادة الرئيس أنت أعلنت الحرب رسميا على الله ورسوله، والقرآن يخبرنا بأنه لا غالب إلا الله، لذلك استعد أو لا تستعد للمواجهة مع جيوش الله التي لا تعد ولا تحصى، لأنه لا طاقة لك بقتالها أو أنك تعتقد بأن مكرك الذي مكرته قد نجحت به في محاربة الإسلام والمسلمين فعليك أيضا بالمقابل ان تستعد من الآن لمكر الله سبحانه وتعالى بك والله خير الماكرين، واعلم ان اول صفعة لك من الإسلام (وهو ابو الأديان السماوية كافة) هي اعتناق مريم بترومين لدين الإسلام بعد أن دفعتم 10 ملايين يورو لإطلاق سراحها ولا تلومها بأنها أسلمت، فالإسلام دين عظيم وجدت به حقيقة الخالق لهذا الخلق العظيم وهو الله عز وجل الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.
سيادة الرئيس الفرنسي، ما ذكرته لك في الفقرة السابقة الأخيرة ما هو إلا حقائق في العقيدة الإسلامية يؤمن بها كل المسلمين، والحقائق صعب تجاهلها.