- الرئيس يزور عشر ولايات في الأسبوع الأخير وينظم 11 لقاءً جماهيرياً في آخر 48 ساعة.. والديموقراطيون يتخوفون من تكرار سيناريو 2016
قبل خمسة أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، توجه الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن للقيام بحملة انتخابية في المكان نفسه للمرة الأولى أمس، في تامبا في ولاية فلوريدا التي تكتسب أهمية كبرى في الاقتراع، فيما تظهر بيانات «مشروع الانتخابات» الأميركي بجامعة فلوريدا أن أكثر 75 مليون ناخب باكرا عبر التصويت الشخصي أو التصويت بالبريد تحسبا للتجمعات الحاشدة يوم 3 نوفمبر، وهؤلاء يشكلون رقما قياسيا بنحو ثلث الأميركيين الـ 230 مليونا المدعوون للاقتراع، ويتجاوز 53% من إجمالي عدد المشاركين في انتخابات 2016.
وبفارق ساعات قليلة عقد المرشحان تجمعين انتخابيين في هذه المدينة الواقعة في غرب فلوريدا، والتي ترجح في غالب الأحيان نتيجة الانتخابات الأميركية، فمنذ العام 1964 يحقق الفائز في فلوريدا فوزا في الانتخابات الرئاسية باستثناء دورة واحدة.
لكن لكلا المرشحين استراتيجية مختلفة تماما، ففي حين يصر الرئيس على عقد اجتماعات انتخابية حاشدة، يواصل بايدن عقد المؤتمرات لكن في الهواء الطلق وداخل السيارات على طريقة «درايف-ان» لضمان الحفاظ على التباعد الاجتماعي في ظل تفشي وباء «كورونا».
ورغم أن بايدن مازال يتصدر الاستطلاعات على صعيد البلاد وفي عدد من الولايات الأساسية غير المحسوبة تاريخيا على أي من الحزبين، لكن الفارق تقلص في عدد من الولايات، وبات ترامب هو المتصدر في فلوريدا، وإن بفارق ضئيل وهو ما يشكل جرس إنذار للديموقراطيين.
وتعتبر فلوريدا ولاية بالغة الأهمية في الاستحقاق إذ تستحوذ هيئتها الناخبة على 29 صوتا من أصل 270 يتوجب الفوز بها للوصول إلى البيت الأبيض. وتشتهر بشواطئها المتنوعة، ما جعلها تلقب بـ«ولاية الشمس المشرقة».
ويتخوف الديموقراطيون الذين لا تزال عالقة في أذهانهم الهزيمة المفاجئة التي تكبدتها هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، من قلة الأنشطة الانتخابية لبايدن مقارنة بترامب.
لكن نائب الرئيس السابق الذي غالبا ما يثير وضعه الصحي تساؤلات، يؤكد أنه يتقيد بشدة بشروط الوقاية الصحية. وهو يكتفي بتنظيم تجمعات صغيرة الحجم.
وحذرت مديرة حملته جين أومالي ديلون قائلة مؤخرا «في ولاياتنا الأساسية، السباق متقارب، بل أكثر تقاربا بكثير مما تظهره الاستطلاعات التي تجرى على صعيد الوطن».
وبعد لقائه عبر الفيديو مجموعة من الخبراء الصحيين في مدينته ديلاوير، ندد نائب الرئيس السابق بأداء الملياردير الجمهوري في إدارة أزمة كوفيد-19. وقال بايدن في خطاب مقتضب أمام عدد من الصحافيين إن «رفض إدارة ترامب الاعتراف بالواقع الذي نعيشه فيما يموت حوالي ألف أميركي يوميا، يشكل إهانة حيال كل شخص يعاني من كوفيد-19 وكل عائلة فقدت عزيزا».
وأضاف بايدن «أنا لا أترشح على أساس وعد خاطئ بانني سأكون قادرا على وقف هذا الوباء بطريقة سحرية، لكن ما يمكنني أن أعدكم به هو القيام بما يجب فعله. سنترك العلم يوجهنا في قراراتنا».
ثم توجه بايدن برفقة زوجته جيل بايدن للإدلاء بصوته مبكرا في ويلمينغتون.
ومنذ عدة أيام يبدو ترامب منزعجا من التركيز الشديد بحسب قوله على الوباء. وكتب في تغريدة «كوفيد، كوفيد، كوفيد هو النشيد الموحد للإعلام الكاذب»، مضيفا «سيكون هذا موضوعهم الأوحد حتى الرابع من نوفمبر»، أي اليوم التالي لموعد الاستحقاق.
وذهب ترامب الى حد القول ان بلاده لا تتمتع بحرية الصحافة وفيها قمع للحقيقة، مشددا على ضرورة إلغاء المادة 230 من قانون الاتصالات في صفحة جديدة من معركته مع مواقع التواصل.
وكتب في تغريدة على «تويتر»: «الولايات المتحدة ليست لديها حرية صحافة، لدينا فقط قمع للحقيقة، أو مجرد أخبار مزيفة».
وأضاف: «لقد تعلمت الكثير خلال الأسبوعين الماضيين حول مدى فساد وسائل الإعلام لدينا، والآن ربما تكون شركات التكنولوجيا الكبرى أسوأ».
وتابع: «يجب إلغاء المادة 230 من الدستور»، وهي تنص على حماية الشركات المشغلة لمواقع التواصل الاجتماعي من المسؤولية عن أي شيء يتم نشره بواسطة طرف ثالث.
وقبل ذلك بساعات ومن أريزونا، سخر كما يفعل عادة، من الإفراط في وضع الكمامات لغايات سياسية.
وقال «في كاليفورنيا، لا يمكنكم بأي شكل كان إزالة الكمامة»، مضيفا «يجب أن تتناولوا الطعام عبر الكمامة، إنها آلية معقدة جدا».
وأعلن مسؤول في الحملة الانتخابية لترامب إن الرئيس ينوي العودة إلى الغرب الأوسط اليوم ليواصل الدعاية في ولايات ميتشيغان وويسكونسن ومينيسوتا. ويعتزم الرئيس أن يزور في الأسبوع الأخير من حملة الدعاية عشر ولايات وسيحضر في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة 11 لقاء جماهيريا.
وقد يعيد الأسبوع الأخير للحملة الانتخابية الى الواجهة قضايا تجيش الشارع الأميركي على غرار عنف الشرطة والعنصرية، التي أطلقت شرارة تحركات احتجاجية حاشدة على خلفية مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض في أواخر مايو في مينيابوليس.
فقد فرض حظر التجول في مدينة فيلادلفيا الواقعة في ولاية بنسلفانيا المتوقع ان تشهد معركة انتخابية حامية، بعد مقتل الافريقي- الاميركي والتر والاس الذي كان يعاني من مشاكل نفسية برصاص الشرطة، ما تسبب بتظاهرات وأعمال نهب.
وحمل الرئيس الجمهوري المسؤولية عن هذه الاضطرابات لمجلس بلدية المدينة الذي يسيطر عليه الديموقراطيون.
وقال ترامب «ما أشاهده مروع، وبصراحة، فإن رئيس البلدية أو كائنا من يكن ذاك الذي يسمح للناس بالاحتجاج والنهب من دون أن يضع حدا لهم هو أيضا مروع».
ومن المقرر أن تنتشر في فيلادلفيا، عاصمة ولاية بنسلفانيا، قوات من الحرس الوطني، من دون أن يتضح عديد هذه القوات بعد.
وجدد بايدن المطالبة بوقف أعمال النهب. وفي تصريح لشبكة «سي أن أن» قال نائب الرئيس السابق «ليس هناك أي عذر للنهب والعنف».