أسامة أبو السعود
انتصارا لنبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عمَّمت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم بعنوان «هذا رسول الله»، حيث أكدت أن المسلمين يتابعون باستياء بالغ الرسوم المسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، التي تتحدى مشاعرهم وتستثير ضمائرهم، وتنال من دينهم، وتسيء إلى نبيهم، وهم يرفضون تلك الإساءات الرخيصة المتكررة، ويدينون بشدة تلك الممارسات المسيئة المتهورة، التي لا تصدر عن عقل وحكمة، ولا عن وعي وفطنة، ويدعون إلى وقفها وترك التطاول على الإسلام والإساءة لنبيه صلى الله عليه وسلم، واحترام مقدسات المسلمين وقيمهم.
وشددت خطبة الجمعة، التي تلقت «الأنباء» نسخة منها، على أن ما نراه ونسمعه من محاولات لتشويه سمعته، وإساءات رخيصة للنيل من شخصه وأتباعه ومن رسالته، لهي إساءة للخير والحق والفضيلة، ودعوة للشر والباطل والرذيلة، وانتقاص لمن وصفه الله بأنه رحمة للعالمين، وانتهاك لحرمة من جعله الله خاتما للنبيين، فوجب على المسلمين أن يدافعوا ـ بالطرق الممكنة المشروعة ـ عن شريعته، ويذبوا عن ملته، ولا يحيدوا عن سنته.
وأكدت أن من واجبنا الشرعي تجاه النبي صلى الله عليه وسلم أن نقوم بحقوقه من الإيمان به، ومحبته وتقديمها على محبة الخلق كلهم، وتقديم أمره وقوله على أمر غيره وقوله، ومن حقه على الناس أن يحب ولا يسب، وأن يطرى بالخير ولا يذكر بالشر، وأن يحسن إليه ولا يساء، وأن ينصر ويوقر ويبجل بلا غلو ولا جفاء (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الأحزاب:21. ومن صدقت محبته: صدق اتباعه وطاعته.
وأوضحت خطبة الجمعة انه «مما يجب أن نتنبه له أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي أن تكون بلا غلو ولا جفاء، فإن محبته صلى الله عليه وسلم لا تسوغ للمحب أن يتجاوز الحدود الشرعية والضوابط المرعية، وقد كفى الله رسوله المستهزئين، (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين) (الحجر:94-95)، وهذا وعد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة. وقد فعل سبحانه، فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله. وإن مبغضه لإلى هلاك وذل مهين، فهو المقطوع من كل خير في العالمين، (إن شانئك هو الأبتر) (الكوثر:3). والله ناصر نبيه وناصر أتباعه وأولياءه، وخاذل مبغضيه ومنتقصيه وأعدائه.
وأوضحت الخطبة ان الله تعالى أكرم العالمين بإرسال خاتم النبيين محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم، عبدالله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أشرف الناس نسبا وأكرمهم حسبا، وهو أكملهم خلقا وأعظمهم خلقا.