تبذل اجهزة وزارة الداخلية جهودا للتعامل مع التجاوزات المتعلقة بقانون المرور وتحظى القضية على مدار العقود الماضية باهتمام وزراء ووكلاء الداخلية ومنهم معالي الوزير الحالي انس الصالح والفريق عصام النهام واللواء جمال الصايغ.
الادلة الساطعة على هذا الاهتمام تتمثل بالتمسك في اعادة النظر في قانون المرور وآخر المحاولات مشروع التعديل الأخير، وللأسف لم يتم اعتماد التعديلات الجديدة من قبل مجلس الامة رغم اهمية قانون المرور الجديد في الحد من التجاوزات والتصدي للانفلات من قبل البعض، وآمل ان يكون القانون الجديد في مقدمة جدول اعمال مجلس الامة المقبل لان العقوبات والغرامات المالية في القانون المفعل حاليا اضحت غير مؤثرة وذلك بالنظر الى عقود مضت على القانون القائم.
الجهود الامنية التي تسخر في ملاحقة المستهترين يمكن توظيفها في قضايا وملفات امنية اخرى، وبإذن الله تكون عقوبة الاستهتار والرعونة وتعريض حياة الآخرين في التعديلات مغلظة جدا، ولا بأس ان تضاف عقوبة مصادرة مركبات المستهترين حتى ان اوجدنا تشريعاً يتيح ذلك استنادا الى عدم ارتداع عدد من المستهترين.
حينما اقول ان الجهود الامنية في ملاحقة المستهترين تستنزف جهدا كبيرا فهذا يستند الى خبرتي في وزارة الداخلية، وكيف كنا في قطاع الامن العام خلال ترؤسي له نعد الخطط بالتنسيق مع النجدة والمرور وننطلق في حملات تمتد الى الفجر ونعود مرهقين.
الحملات التي كان يتم تنفيذها تتطلب ارسال رجال مباحث في زي مدني ووسط المستهترين لتوثيق المخالفات حسبما يتطلب القانون ولتقديم الادلة الى محكمة المرور.
توظيف قطاع المرور لطائرات الدرون في توثيق وصلات الاستهتار وتعقّب المخالفين دون الحاجة لمطاردتهم خطوة موفقة للغاية، وستشكّل وسيلة ردع مهمة وتحول دون هروب المستهترين وتجنب المشاكل المترتبة على ملاحقتهم.
الاستعانة بطائرات الدرون خطوة على الطريق تضاف الى الجهود الأمنية الأخرى، والاهم هو الحزم الشديد في تطبيق القانون بدقة بحق هؤلاء، وأتمنى من اولياء الامور وجمعيات النفع العام والجهات المعنية بالقضية المرورية زيادة الوعي بأهمية الالتزام بقانون المرور للحد من ضحايا الحوادث، وكذلك ارى ان التعليمات بمنع استخدام السكوتر الكهربائي جاءت في توقيت مناسب لتزايد استخدام السكوتر ووقوع حوادث دهس.
آخر الكلام
لوحظ في الآونة الاخيرة تزايد في قضايا المشاجرات وما يرافقها من عنف باستخدام ادوات حادة وقد تنتهي بجرائم قتل او شروع في القتل، من المهم ان نناقش قضية العنف بطريقة علمية لإيجاد حلول، وان تتمسك «الداخلية» بالحصول على حق الدولة حتى ان تنازل المتشاجرون عن بعضهم البعض.
حفظ الله الكويت من كل مكروه تحت قيادة أميرنا صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد.