أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة أمس إلى اسطنبول تمحورت على الحرية الدينية من دون أن تتضمن أي لقاءات مع المسؤولين الأتراك رغم تأكيده أنه يريد إقناعهم بوقف تحركاتهم التي وصفها بـ «العدائية».
وبدأ بومبيو زيارته، التي أثار برنامجها انتقادات انقرة، بلقاء بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية، في مقر البطريركية قبل أن يقوم بجولة في مسجد رستم باشا القريب.
وبرفقة زوجته والسفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، التقى بومبيو بعدها في فندقه بالقاصد الرسولي في تركيا بول راسل.
وتناولت هذه اللقاءات «مسائل دينية في تركيا والمنطقة»، حيث أكد بومبيو «الموقف الحازم» للولايات المتحدة حيال هذه المواضيع.
وقال مسؤول أميركي لصحافيين «هناك بالتأكيد أمور يمكننا مناقشتها» في مجال الحرية الدينية في تركيا، منتقدا ضمنيا أداء تركيا.
واحتجت مجموعة صغيرة من المتظاهرين، بدعوة من جمعية قومية، قرب مقر البطريركية على زيارة بومبيو ورددوا «يانكي (أيها الأميركي)، عد الى بلادك».
وعبرت الخارجية التركية عن امتعاضها من برنامج زيارة بومبيو، مؤكدة أن الحرية الدينية «محمية» في تركيا، وقالت انقرة «سيكون من المناسب أكثر للولايات المتحدة أن تنظر في المرآة وتفكر بالعنصرية ومعاداة الإسلام وجرائم الحقد على أراضيها».
وقبيل الزيارة قال بومبيو لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية «الرئيس ماكرون وأنا أمضينا الكثير من الوقت في مناقشة تصرفات تركيا الأخيرة واتفقنا على أنها شديدة العدائية».
وأشار خصوصا إلى «دعم تركيا لأذربيجان»، مضيفا: «بحثنا أيضا ما تقوم به تركيا في ليبيا حيث أدخلت أيضا قوات من دول أخرى، وأفعالها في شرق البحر المتوسط، والقائمة تطول».
وشدد الوزير الأميركي على أن موقف بلاده هو أن «تدويل هذه الصراعات مؤذ ويضر بكل الدول المعنية، لذلك طالبنا كل الدول بوقف تدخلها في ليبيا، سواء كانت روسيا أم تركيا أم سواهما».
وأضاف: «الشيء نفسه في أذربيجان»، حيث إن «الاستخدام المتزايد للقدرات العسكرية التركية يقلقنا».