بقلم:د.خالد المرداس
العبث بالنصوص الشرعية
ما حكم من يعبث بالنصوص الشرعية من أجل أطماع دنيوية؟
٭ قال الله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار» رواه البخاري.
الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم من خلال العبث بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يمكن لأي أحد من الناس مهما بلغ في العلم والمعرفة أن يجرأ على أن يجيرهما لصالح أطماعه الدنيوية أو تكسبه المادي من وراء عبثه أو التزلف إلى زيد من الناس من اجل تقريبه ومشاورته، وهذا الأمر هو من كبائر الذنوب التي تستوجب على فاعلها التوبة إلى الله عز وجل بترك هذا الفعل الشنيع والآثم، قال الله تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» رواه البخاري.
أحذر كل من يتساهل بالكتاب والسُنة خطورة عاقبته وعقوبته، وأذكره بأن الدنيا بمن فيها فانية وان الآخرة هي الباقية، فستنتقل من الاولى الى الثانية، فماذا تقول لله عز وجل عن تزكية من لا يستحق التزكية، وعن المدح والثناء على من لا يستحق، وقد استدللت بالكتاب والسنة؟!
لشيخ الإسلام ابن تيمية كلام خطير لمن فعل هذا الأمر في كتاب الصارم المسلول للتصدي لمن كذب على الرسول صلى الله عليه وسلم.
أدعو هؤلاء إلى التوبة والاستغفار والرجوع الى الله عز وجل فباب التوبة مفتوح قال الله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون».
التسمية عند الوضوء
ما حكم التسمية عند الوضوء وهل إذا نسيتها في أول الوضوء وتذكرتها في آخره أقول كما يقول من نسي عند أكله للطعام أو شرابه بسم الله أوله وآخره؟
٭ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فالجواب: قال الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم).
التسمية عند الوضوء هي سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب أن يسمي من أراد أن يتوضأ لصلاة الفريضة أو النافلة.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة واستدلوا بقوله ﷺ إنه قال: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»، وهذا الحديث قال فيه بعض العلماء إن فيه ضعفا وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: إنه حسن بسبب كثرة الطرق، فيكون من باب الحسن لغيره.
والصحيح والذي نراه والله اعلم ان التسمية عند الوضوء سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليست بواجبة على الأمة.
ولا يقال بسم الله أوله وآخره عند نسيان الوضوء ثم تذكره في الآخر كما هو الحال من نسي التسمية عند أكله أو شرابه.
حتى لا يقع في الابتداع وإحداث أمر ليس بمشروع عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» أي مردود على صاحبه وغير مقبول.
فعلى كل مسلم ومسلمة العمل بالدليل الصحيح والثابت.
سورة الكهف
ما حكم قراءة سورة الكهف وهل هي واجبة أم سُنة؟
٭ قراءة سورة الكهف يوم الجمعة سُنة وليست بواجبة، قال هذا كثير من العلماء منهم العلامة الفقيه محمد العثيمين رحمه الله تعالى، ولها فضل ثابت.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين».
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه الى عنان السماء يضيء به يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين، لذا على المسلم ألا يُفرِّط بهذا الفضل والأجر العظيم، والله أعلى وأعلم.