باهي أحمد
لا شك أن الاجراءات الجديدة الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة حول تنظيم تجارة المعادن الثمينة كان لها صدى كبير لدى تجار الذهب والجمهور على حد سواء، بعدما ألزمت الوزارة المحلات بفصل سعر الذهب عن مصنعية المشغولات بحيث تكون ظاهرة في الفواتير.
واستمد المعدن النفيس القوة أيضا في السوق المحلي من خلال معالجة عمليات دمغ الذهب والمشغولات، بالاضافة إلى تسهيل الاجراءات من منافذ دخول المعدن، فبعد أن كانت تستغرق عدة ايام في المطار وصلنا الى امكانية تسلّم الطرود خلال يوم او يومين على الاكثر.
«الأنباء» قامت بجولة في سوق الذهب للتعرف على ما وصل إليه وضع السوق في الفترة الحالية، حيث التقت بعدد من التجار الذين أكدوا أن الاجراءات الحكومية الأخيرة الصادرة من وزارة التجارة جعلت من تجارة الذهب بيئة جاذبة تنعكس ايجابا على تحسين بيئة الأعمال وأعطت ثقة متبادلة بين اصحاب محلات الذهب والزبائن.
وقالوا ان الاقبال على الذهب تحسن بشكل كبير منذ بداية شهر سبتمبر خصوصا على عياري 18 و21، وبدأ التاجر يتأقلم مع أزمة «كورونا» عبر اتباعه لأنشطة لم يمارسها السوق بكثرة سابقا مثل البيع عبر المنصات الالكترونية وخدمة التوصيل إلى المنزل.
وقال حيدر الصايغ، من شركة الخمائل، إن المحرك الرئيسي لانتعاش الذهب مؤخرا هو الدور الحكومي المميز والمتمثل في ادارة المعادن الثمينة في وزارة التجارة وعلى رأسها وزير التجارة والصناعة خالد الروضان من خلال الرقابة السابقة واللاحقة على تجارة الذهب لضمان عدم حدوث عمليات تلاعب.
واضاف ان تجار الذهب رحبوا بدور وزارة التجارة في تحصين السوق الكويتي من عمليات الغش في المعادن الثمينة بسبب الرقابة المحكمة على الأسواق، ووضع شاشات متحركة لعرض الأسعار بالمحلات وفصل سعر الذهب عن المصنعيات ووضع ميزان في اماكن ظاهرة بالمتاجر على أن يكون معزولا عن أي مؤثرات خارجية (كالهواء مثلا)، خاصة ان هذه الموازين حساسة جدا، نظرا لأن الذهب تقاس أوزانه بالغرام الواحد، بالاضافة إلى فتح مجال للفحص والتحليل لجميع العملاء للاجابة على الاستفسارات وتأكيد العيارات مجانا.
وأشاد الصايغ بالاجراءات الحكومية التي أثرت في السوق بقوة منها تسهيل عمليات دمغ الذهب والمشغولات وتسهيل الاجراءات من منافذ الدخول، حيث بدأت تجارة الذهب تتضاعف لسرعة الدوران فبعد أن كانت عمليات الدمغ تستغرق اياما في المطار وصلنا الى امكانية تسلم الطرود خلال يوم او يومين على الاكثر، مثمنا دور وزارة التجارة وادارة المعادن الثمينة في الحفاظ على السوق لأن هذه الخطوات لم تنعكس على الفرد فقط أو التاجر بل انعكست على الاقتصاد المحلي حيث ارتفعت المبيعات وزادت الايرادات الحكومية التي بلغت في شهر اكتوبر حوالي 300 الف دينار عن وسم 3.3 أطنان ذهب، متوقعا في الأشهر القادمة ان تتضاعف هذه الارقام بعد اكتشاف لقاح لـ «كورونا».
أكثر ثقة
من جانبه، قال سيد رضا، من مجوهرات كنوز الشرق، أن القرارات الأخيرة الصادرة من قبل وزارة التجارة والصناعة سهلت من عمليات البيع والشراء بشكل أكبر كما أنها قامت برفع الثقة لدى الجماهير، خاصة فيما يتعلق بالشاشات الموضوعة في المحلات لعرض أسعار الذهب ووضع آلية جديدة لضبط الموازين على ان تكون ظاهرة أمام العميل وذلك حفاظا على الشفافية في التعامل، كما ان اعداد الفواتير التي تفصل سعر الذهب عن المصنعية هي الأخرى مهمة للتاجر والزبون على حد سواء.
انتعاش المعدن النفيس
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة رجب حامد أن مبيعات الذهب الخام والسبائك انتعشت بدرجة تفوق حركة الشهور العادية، حيث ان الوعي إلى السوق المحلي اختلفت، فأصبح ينظر إلى المعدن النفيس ليس كملاذ آمن بل سلعة تشبه الاسهم في البورصات يمكن تحقيق ارباح مضاعفة فاقت احصائيات السنوات السابقة، ورغم ضعف الاقبال على الذهب المشغول والحلي بداية ازمة كورونا، الا ان النتائج اختلفت في شهري سبتمبر واكتوبر الماضيين وزاد الاقبال على شراء عياري 18 و21 بشكل كبير ليقين لدى الجميع ان هذه الاسعار هي اسعار الذهب الحقيقة ولن تعود إلى مستويات 12 او 13 دينارا كما كانت في الاعوام السابقة.
وأضاف حامد ان تاجر الذهب استفاد من انتعاش الاسواق مؤخرا وبدأ يتأقلم مع الاجواء، وظهرت أنشطة لم يمارسها السوق بكثرة سابقا واصبحت من أساسيات النشاط التجاري للذهب والمجوهرات مثل المبيعات «اونلاين» وخدمة التوصيل والمنصات التجارية، كما اعتاد التجار على الشحن الجوي والكارجو بدل عمليات استيراد الذهب بصحبة الركاب.
واشار الى ان العملاء تفاعلوا مع الازمات الأخيرة بمزيد من النشاط وزادت الاستثمارات الفردية في قطاع الذهب وانتشرت ثقافة الادخار والاستثمار في المجالس والدواوين، بل اصبحت المضاربة في المعدن الأصفر فعالة، حيث وصل سعر الغرام المحلي الى نفس سعر الغرام العالمي نظرا لحدة المنافسة، حيث إن مشتريات الذهب المشغول نالت نصيبها من الاهتمام من خلال زيادة مشتريات ذهب للزينة والخزينة واصبح عياري 22 و21 اكثر طلبا من عيار 18 لارتفاع قيمتهم عند البيع او التخزين وظهرت موديلات حديثة او حتى قديمة محدثة مثل قلادة الليرات وسوار الليرات والشالات المرصعة بالسبائك وغيرها من القطع التي يكون لها وزن وقيمة عند اعادة الشراء.
لقطات
٭ المضاربة على المعدن الأصفر فعالة.. وسعر الغرام المحلي اصبح مساوياً للعالمي نظراً لحدة المنافسة.
٭ الأسعار لن تعود إلى مستويات 12 أو 13 ديناراً كما كانت بالأعوام السابقة.
٭ نظرة الكويتي للذهب أصبحت تشبه الاستثمار في البورصة لتحقيق أرباح مضاعفة.
٭ فصل سعر الغرام عن المصنعية مهم للتاجر والزبون على حدّ سواء.
٭ السوق الكويتي محصن من عمليات الغش في المعادن الثمينة بسبب الرقابة السابقة واللاحقة.