بسم الله الرحمن الرحيم (الرحمن الرحيم) هنا الرحمة واضحة كوضوح الشمس في منتصف النهار، بدأ الكتاب الإلهي بهذه العبارة الرائعة الجميلة التي تبعث الأمل وتبعد الخوف من نفوس البشر، فالإسلام دين الرحمة وفي تعاليم الإسلام فإن حال الرحمة مختلف تمام عن المسيحية واليهودية، إذ لاتزال على نقائها وصفائها الرباني الجميل ولعل ذلك يعود إلى ان القرآن الكريم منذ بداية نزوله حتى الآن وهو مكفول من الله عز وجل بالحفظ من التحريف والتغيير بمحتواه الديني إذ قال تعالى: (إنّا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحجر - آية 9.
وهو دين الرحمة بامتياز وأنزل للناس كافة، فحفظت الرحمة به بصفائها ونقائها ونجد الرحمة في الإسلام على سبيل المثال لا الحصر تتجسد بالتالي:
- الرحمة للوالدين واحترامهما ورعايتهما جزء من العبادة وسبب من أسباب دخول الجنة.
- من آداب الجهاد عدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ والإحسان الى الأسير وعدم قلع الأشجار وعدم استخدام السم في السهام أثناء الحرب. والعدو يخيّر إما بدفع الجزية وهي الضريبة أو دخول الإسلام أو الحرب.
- الإسلام رفع كثيرا من شأن المرأة وضمن حقها بالإرث والعدالة وحفظ بقية حقوقها وضمن لها الجنة مقابل تحملها مسؤولية بيتها وتربية أبنائها.
- الإسلام دين المساواة فلا يوجد به فرق بين ابيض أو أسود وبين عربي أو أعجمي إلا بتقوى الله.
- الإسلام دين الرحمة فبه دخلت بغي من بغايا بني إسرائيل الجنة لأنها سقت كلبا كاد أن يموت من العطش وبه دخلت امرأة النار لأنها حبست قطة فماتت.
- الإسلام دين الحب والمحبة فيبدأ المرء به بحب الله ثم الرسول صلى الله عليه وسلم وحب الوالدين وحب الأبناء وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب المساكين وحب الإحسان وحب الصدقات وحب أعمال الخير وحب مساعدة الآخرين بتفريج كربهم وقضاء حوائجهم.
- الإسلام أمر بحد السكين جيدا حتى لا تتعذب الذبيحة أثناء الذبح.
- في العصر الذهبي للإسلام عاش اليهود والنصارى في بلاد المسلمين بأمن وأمان وتقدير واحترام.
- في القرآن الكريم سورة كاملة باسم مريم أم المسيح عيسى بن مريم.
- في القرآن الكريم ذكر كثير لبني إسرائيل وفيه سورة كاملة باسم النبي يوسف بن يعقوب عليه السلام وفيه ايضا قصص كثيرة لأنبياء بني إسرائيل.
- ذكر عيسى بن مريم لبني إسرائيل انه سوف يأتي رسول من بعده اسمه أحمد فرد عليه بنوا إسرائيل بأن هذا سحر مبين. وهذا اعتراف بأن دين الإسلام مكمل للإنجيل والتوراة بل هو خاتم الأديان وأنزل لكافة البشر وأنه غير محرّف.
- الإسلام ليس دينا فقط، بل هو منهاج كامل للحياة، وعليه نجد أن الأسرة المسلمة من أقوى أسر العالم ترابطا ورحمة، ونجد ان نسبة الانتحار لدى المسلمين متدنية جدا بالرغم من ظروفهم القاسية جدا في مناطق الصراع بالشرق الأوسط، وكذلك نسبة الأمراض الجنسية متدنية جدا في ظل الانفتاح العالمي الجديد، وكذلك الأمراض النفسية أيضا متدنية جدا.
- وقد كان الإسلام محفزا للعلم والتعلم، لذلك كان لعلماء المسلمين فضل كبير في تقدم الحضارة في أوروبا والعالم أجمع بمختلف المجالات لأن العلم في الإسلام جزء من العبادة.
أخيرا.. كان للرسول محمد صلى الله عليه وسلم جار يهودي اعتاد رمي القمامة في الطريق الذي يسلكه الرسول صلى الله عليه وسلم الى المسجد وذات يوم ذهب للمسجد ولم يجد قمامة جاره اليهودي فقام بزيارته للاطمئنان عليه فوجده مريضا في منزله وفوجئ اليهودي بزيارة محمد صلى الله عليه وسلم بالرغم من إيذائه له فقال له: كيف عرفت انني مريض؟
فرد عليه صلى الله عليه وسلم قائلا: لم أجد قمامتك في طريقي للمسجد فجئت لأطمئن عليك، فأسلم اليهودي.
ومما سبق ذكره نستطيع القول ان الإسلام دين الرحمة وشهد الله للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه أرسل رحمة للعالمين إذ قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) سورة الأنبياء - آية 107. وتكفينا شهادة الله للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الرحمة وأنه أرسل للناس كافة.
فياله من دين عظيم ورسول عظيم.