مسميات كثيرة ومتنوعة في العديد من الدول تطلق على المجالس التشريعية والرقابية التي ينتخب الناس أعضاءها مثل مجلس الشعب ومجلس النواب ومجلس الأمة عندنا وعند بعض الدول العربية وغيرها من الأسماء، وكل مجلس من هذه المجالس له أسلوبه وطريقته في كيفية التعاطي مع القضايا المختلفة التي تتعلق بمصالح الناس علاوة على تعاونها مع الحكومة أحيانا ومعارضتها أحيانا.
ولا شك أن العملية برمتها في كيفية إخراج مجلس قوي تعتمد على اختيار الناس أنفسهم، وهل استطاعوا أن ينجحوا في الاختبار لأن الانتخابات بالفعل بمنزلة الامتحان للناس، إما أن ينجحوا أو يرسبوا إذا كان اختيارهم خطأ.
عندنا في الكويت لم يتبق الكثير فهي أيام معدودة تفصلنا عن موعد الانتخاب، ذلك اليوم الذي ينتظره الناس منذ سنوات عدة، عندما فشلوا في اختيار نوابهم في المجلس الماضي وارتفعت معها نبرة المعاناة والشكوى وصاحبتها المعاناة من ذلك المجلس ومعظم نوابه الذين تركوا الشعب وحيدا يعاني الويلات بعدما شعر أن مستقبل بلاده وأبنائه أصبح يثير قلقهم، وذلك عندما عطلت أداة الرقابة على المشاريع والمناقصات وأصبح الفساد ينخر في المجتمع بكافة أشكاله في الوزارات والمؤسسات من رشاوى ومعاملات غير قانونية، ومشاريع متوقفة.
أصبح الناس بلا غطاء لا يجدون من يحميهم ولا من يحاسب المقصر، ولا يعرفون إلى من يذهبون لأن الحبل ترك على الغارب وأصبح الفساد كالجمل الذي ترك خطامه على غاربه ليرعى من الأرض براحته ولا يجد من يمنعه أو يوقفه.
اليوم القرار رجع للأمة والمسؤولية على عاتقهم، الكثير من المسؤولين عما نحن فيه رجعوا وترشحوا مراهنين على تهاون الناس ونسيانهم لكل ما حدث، اليوم نرى الكثير يحاولون نهب الأموال وزيادة أموالهم التي جاء معظمها بطرق غير مشروعة من خلال دفع الرشاوى وشراء الأصوات من أموالهم الخاصة للفوز بالمال العام وزيادة ثروا تهم من المناقصات الحكومية، وهؤلاء معروفون عند الجميع، فهل ستتركونهم يعبثون بمصيركم وبمصير أجيالكم القادمة وبعدها تقفون بالقرب من مجلس الأمة تتباكون على الأطلال وتشتكون وترفعون معاناتكم لأشخاص هم من تتسببوا بهذه المعاناة!
أنا هنا أخاطب الناس الشرفاء، أما من يبيعون أصواتهم وكراماتهم وشرفهم معها فهم لا يعنونني، لأنهم بالأساس لم يخشوا رب العالمين فكيف سيؤثر فيهم الكلام، الآن مجلس الشعب رجع للشعب ونحن شعبنا حر وأصيل، وفي الأزمات والمحن تجلت صلابته وقوته واليوم نحن في أشد المحن وأصعب درجات التحدي مع الفساد والمفسدين، فهل ستنقشع الغمة وتنتصر الأمة؟ هذا ما نتمناه.
[email protected]