فاراداي 1791 ـ 1867م
مايكل فاراداي كيميائي وفيزيائي بريطاني، ولد في نوينغتون في انكلترا في 22 سبتمبر من عام 1791م، وكان أحد عشرة أولاد لحداد انتقل مع صغاره إلى لندن. ولم يكن لديه من المال لتعليم فاراداي اكثر من القراءة والكتابة، فكان أن جعله يعمل صبيا متمهنا لدى مجلد للكتب عام 1805م.
وكان ذلك ضربة حظ بالنسبة له، لأنه كان بين الكتب، فكان يتصفح كل كتاب يجلده، مثقفا نفسه بالمطالعة، والغريب في الأمر أن صاحب العمل كان ودودا سمحا، فما كان يسمح له بالقراءة فحسب بل كان يمنحه الوقت ليحضر المحاضرات العلمية.
وفي عام 1812م أعطى زبون فاراداي بطاقات ليحضر محاضرات همفري ديفي أشهر مشتغل بالعلم في انكلترا. حضر فاراداي محاضراته وأخذ عنه مذكرات بكثير من العناية، وأضاف عليها فيما بعد مخططات ملونة، فبلغت 386 صفحة، فجلدها بالجلد، وأرسلها إلى ديفي، فمنحه هذا عملا غاسلا للقناني وذلك بمرتب يقل عما كان يكسبه من عمله مجلدا.
ولم تمض أيام حتى خرج ديفي في رحلة الى فرنسا وايطاليا وسويسرا، وأخذ معه فاراداي وصيفا وخادما. وما إن عاد فاراداي الى انكلترا حتى عمل بجد كادحا في مختبر ديفي، مظهرا تدريجيا مزيدا من علامات العبقرية. فطور طرائق لتمييع الغازات، وميع عددا منها، واكتشف البنزن، وعمل على الطريقة التي يمر بها التيار الكهربائي عبر المحاليل، ووصل الى ما لا يزال يدعى إلى اليوم قوانين فاراداي في الكهرلة او التحليل الكهربائي ELECTROLYSIS، واكتشف ـ بدراسته العلاقة بين الكهرباء والمغناطيسية ـ أول مولد للكهرباء (الدينامو)، وصنع أقدم نموذج له، وهو أولى النبيطات العملية لتحويل الحرارة والطاقة الميكانيكية الى تدفق مستمر لتيار كهربائي ينعم به العالم اليوم.
من كتاب: تاريخ الكيمياء ـ أ.د.صلاح يحياوي