بعد يوم مفاوضات غير منتج، تواصل التعثر أمس بين البريطانيين والأوروبيين الذين يحاولون التوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد «بريكست»، فيما الوقت ينفد لتجنب فشل ستكون عواقبه الاقتصادية قاسية.
واستبعدت الحكومة البريطانية إجراء مفاوضات العام المقبل في حال فشل التوصل إلى اتفاق خلال العام الحالي.
وأبلغ المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه سفراء الدول الأعضاء الـ27 أنه لم يتم إحراز أي تقدم منذ استئناف المفاوضات.
ولا تزال النقاط العالقة نفسها: الصيد وشروط المنافسة العادلة والآلية المستقبلية لحل الخلافات. وأكد ديبلوماسي أوروبي «أننا نصل إلى آخر السباق، الوقت بدأ ينفد. رغم المفاوضات المكثفة، لم يتم سد التباينات».
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي «مستعد للقيام بخطوة إضافية للحصول على اتفاق عادل ومستدام ومتوازن.
على المملكة المتحدة أن تختار بين هذا الانفصال الإيجابي أو (الخروج) من دون اتفاق».
وبدا بارنييه حذرا جدا في بداية الجولة الجديدة من المفاوضات بسبب استحالة التوصل إلى تسوية بين لندن والاتحاد الأوروبي منذ مارس الماضي، وقال «سنرى ما إذا كنا سنتمكن من تحقيق تقدم».
وقال نظيره البريطاني ديفيد فروس «سنعمل جاهدين في محاولة للتوصل إلى اتفاق». ويعمل المفاوضون تحت ضغط شديد بسبب الجدول الزمني، إذ إن البرلمانين البريطاني والأوروبي يجب أن يصادقا على اتفاق تجاري محتمل مؤلف من أكثر من 700 صفحة، قبل أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير المقبل.
وتأمل الدول الأعضاء في التوصل إلى اتفاق لكنها تخشى تقديم تنازلات كبيرة جدا للبريطانيين.
وفي السياق، جدد وزير الدول الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون امس الاول تأكيده على أن في حال تم التوصل إلى اتفاق «غير مطابق» لمصالح فرنسا، خصوصا مصالح صياديها، فقد تستخدم باريس حق «الفيتو» لعرقلة الاتفاق.
وحذر وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن من أن «إذا تحملت المملكة المتحدة مسؤولية فشل المفاوضات (...) ستكون الدول الأوروبية الوحيدة من دون اتفاق تجاري» مع سائر دول القارة.