قال الخبير الفلكي عادل المرزوق إن الاقتران الأعظم قادم خلال أيام بين كوكبي زحل والمشتري، وهو الأول منذ بداية الألفية الثالثة. وأوضح المرزوق أن هذا الاقتران يحدث كل 20 عاما تقريبا، متوقعا أن تحدث اقترانات بين الكوكبين خلال الأعوام القادمة، وفيما يلي التفاصيل:
في خلال فترة تبلغ أسبوعين من الآن سيحدث حدث فلكي يشاهده العالم كله وهذا الحادث الفلكي يحدث مرة واحدة في كل 20 سنة، وسيحدث في هذه السنة في يوم الاثنين الموافق 21 الجاري، والحدث الفلكي هو اقتران كوكب المشتري مع كوكب زحل، حيث سيقترن هذان الكوكبان في تمام الساعة 4:22 من بعد الظهر حسب التوقيت المحلي للكويت وهذا الحدث يمكن مشاهدته بالعين المجردة أو بالمنظار المقرب (الدربيل) في خلال النهار.
وهذا الاقتران بين هذين الكوكبين في هذه السنة هو ما يطلق عليه الاقتران الأعظم، حيث إن هذا الاقتران وهو الأقرب الذي يحصل بين الكوكبين واللذين يبتعدان عن بعضهما درجة واحدة فقط، علما بأن الاقتران الأعظم السابق حدث قبل أكثر من أربعمائة سنة، وقد حدث بالتحديد في عام 1623، ويعتبر هذان الكوكبان من الكواكب الخارجة والبعيدة عن الشمس ومتوسط البعد بينهما هو 4336 وحدة فلكية.
وهذا الاقتران سيكون أول اقتران بين المشتري وزحل منذ بداية الألفية الثالثة التي بدأت في عام 2000، وأن اقتران المشتري مع زحل يحدث كل 20 سنة تقريبا فمن المتوقع أن تحدث اقترانات بين هذين الكوكبين خلال الأعوام القادمة هي كالاتي: في يوم الاثنين الموافق 21/12/2020 ثم يليه اقتران في يوم 31/10/2040 ـ وفي يوم 7/4/2060 ـ وفي يوم 15/3/2080 وفي يوم و18/9/2100.
ويعتبر كوكب المشتري هو أكبر الكواكب الشمسية حجما ويليه بالحجم كوكب زحل وهذان الكوكبان هما أكبر الكواكب في المجموعة الشمسية، ولكن كوكب زحل هو الكوكب السادس من حيث بعده عن الشمس وهو الكوكب الأبعد والأكثر بطئا في حركته والذي يمكن رؤيته بالعين المجردة، بينما نجد كوكب المشتري وهو خامس كوكب بعدا عن الشمس وهو ثاني الكواكب الأبطأ بعد زحل.
ولهذه الأسباب، فإن اقترانات كوكب المشتري مع كوكب زحل هي أقل الاقترانات وأندرها بين مجموعة الكواكب الشمسية وذلك بحكم حركاتهما البطيئة حول الشمس، فكوكب زحل نجد أن طول السنة فيه ونعني هنا الفترة التي يستغرقها في دورانه حول الشمس تبلغ 30 عاما بينما نجد السنة في كوكب المشتري تبلغ حوالي 12 عاما أي الفترة الزمنية التي يستغرقها كوكب المشتري في دورانه حول الشمس.
فحركة الكواكب وسيرها في الفضاء في مسافات أصغر جدا من تلك المسافات السحيقة التي تكون بين النجوم المتواجدة في المجرات الأخرى وهذه المسافات القصيرة التي تقع بين النجوم والكواكب والأقمار لا يستخدم لها حساب السنة الضوئية بسبب صغر المسافة بينهما، ولكن استخدم حساب جديد سمي بالوحدة الفلكية. فالوحدة الفلكية هي وحدة قياس حديثة الاستخدام وبدأ استخدامها في عام 1958 وذلك لقياس المسافة بين الكواكب والشمس أو بقية الكواكب داخل المجموعة الشمسية. وعلى الرغم من كبر المسافات بين كواكب المجموعة الشمسية، إلا أنها ليست بمسافات سحيقة كالمسافات التي عادة بين النجوم مثلا، حيث تستعمل وحدة قياس السنة الضوئية التي تستخدم في قياسات الأرقام الكبيرة جدا والتي تسمى أرقاما فلكية.
ولهذا فقد ابتدعت وحدة قياس سميت «الوحدة الفلكية» والتي قدرت مسافتها بـ 15 مليون كيلومتر وهي متوسط المسافة بين الأرض والشمس. فقد أصبحت الوحدة الفلكية والتي تعرف باللغة الإنجليزية Astronomical unit ويرمز لها au باللغة الإنجليزية ويرمز للوحدة الفلكية باللغة العربية «و.ف»، وهي وحدة قياس تستخدم لقياس المسافات الكونية الصغيرة كالتي تكون بين كواكب المجموعة الشمسية بعضها البعض، أوبين هذه الكواكب وأقمارها، أو بين هذه الكواكب والشمس، وكذلك استخدمت في قياس المسافات بين الكواكب والنجوم والأقمار في المجرات الأخرى.
والوحدة الفلكية تساوي تقريبا 149.600.000 كيلومتر، وقربت إلى هذا الرقم برقم صحيح يسهل على الناس حفظه وأصبح مقدار الوحدة الفلكية المتعارف علية هو 15 مليون كيلومتر وهو متوسط المسافة بين الشمس والكرة الأرضية. ونشير إلى أن السنة الضوئية أكبر من الوحدة الفلكية وعليه فإن السنة ضوئية = 63241 و.ف، والوحدة الفلكية = 15 مليون كم.
ولذلك، ندرج هنا متوسط المسافة بين كواكب المجموعة الشمسية والشمس بالوحدة الفلكية:
٭ أولا: مجموعة الكواكب الداخلية أو الكواكب القريبة من الشمس: عطارد 0.3075 و.ف، الزهرة 0.723 و.ف، الأرض 1 و.ف، المريخ 1.524 و.ف.
٭ ثانيا: مجموعة الكواكب الخارجية أو الكواكب البعيدة عن الشمس: المشتري 5.203 و.ف، زحل 9.539 و.ف، أورانوس 19.18 و.ف، نبتون 30.06 و.ف، بلوتو 39.53 و.ف.
المسافة بين كوكب بلوتو والشمس متأرجحة بين 29 و.ف و49 و.ف، فمداره متذبذب ومتغير نظرا لتبعيته لكوكب نبتون والذي يحسبه الكثير من علماء الفلك من أقمار كوكب نبتون، فيما يحسبه علماء آخرون من الكواكب القزمة وهذه من أحد الأسباب التي أدت إلى استبعاده من كواكب المجموعة الشمسية. فلم يتم حتى وقتنا الحاضر تحديد هل بلوتو كوكب قزم أم قمر لكوكب نبتون.
وقياس المسافات بين الأجرام السماوية مثل النجوم والتي تبعد بمسافات شاسعة وسحيقة جدا فيستخدم عادة قياس السنة الضوئية أو Light year ويرمز لها ly، والسنة الضوئية هو مقدار المسافة التي يقطعها الضوء في سرعته الهائلة خلال سنة واحدة حيث تبلغ سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر في الثانية، وعليه فإن الضوء يقطع 18 مليون كم في الدقيقة وفي الساعة يقطع الضوء مسافة تبلغ 1080 مليون كم في الساعة ولكي أوضح ما هي السنة الضوئية ومقدار المسافة المحسوبة بالكيلومتر التي يقطعها الضوء في سنة واحدة. نبين العملية الحسابية التالية:
٭ ما يقطعه الضوء في يوم واحد = 1080 كم × 24 ساعة = 25920 ألف مليون كم.
٭ ما يقطعه الضوء في شهر = 25920 ألف مليون كم × 30 يوم = 777600 ألف مليون كم.
٭ ما يقطعه الضوء في سنة = 777600 ألف مليون كم × 12 شهر= 9،.331.200 ألف مليون كم.
وأصبح الرقم 9.331.200 (تسعة ملايين وثلاثمائة وواحد وثلاثون ألف ومئتان كيلو وألف مليون كيلومتر ويوضع أمامه 9 أصفار) هو السنة الضوئية ويكتب رقمها 9.331.200.000.000.000 كيلومتر هذا الرقم يكتب في المسافات في الفضاء (ly1).
فالكون يمتلئ بمئات الآلاف من المجرات التي تحتوي على العديد من الأنظمة النجمية أو «النظام النجمي» والتي تعرف بالغة الإنجليزية باسم Star Systems والتي من أشهر هذه الأنظمة النجمية هي مجرة درب التبانة التي تدخل الشمس وكواكب المجموعة الشمسية من ضمنها والمجرة وتعرف باللغة الإنجليزية Galaxy والتي تعرف على أنها نظام شمسي يقع ضمن أي مجرة من المجرات في الكون ويتألف هذا النظام النجمي من نجم واحد على الأقل تدور حوله مجموعة من الأجرام السماوية مثل الكواكب والكويكبات والمذنبات والنيازك والأقمار والكواكب القزمة ويذكر علماء الفلك أن مجرة درب التبانة تحتوي على عدد كبير من الكواكب يفوق عدد النجوم في هذه المجرة، وبحسب العلماء فإن عدد الكواكب التي تدور حول الشمس هو 8 كواكب، ويتألف النظام الشمسي من مجموعتين من الكواكب، المجموعة الأولى وهي التي قريبة من الشمس والمجموعة الثانية والتي هي بعيدة عن الشمس والتي ذكرناها في السطور العليا هنا.