«لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك».. هذا هو مختصر ما حدث بعد إعلان نتائج انتخابات مجلس الأمة ٢٠٢٠، وتوج هذا العرس مجموعة جديدة من النواب لتمثيل الشعب الكويتي.
بغضّ النظر عن الظروف الاستثنائية التي جرت فيها هذه الانتخابات مع الاحترازات الصحية لجائحة كورونا، وفترة الانتظار الطويلة في طوابير وحشود بشرية في مراكز الاقتراع من أجل التصويت للمرشحين وعلاوة على ذلك كان يوما ممطرا بالخير إلا ان نسبة الإقبال والحضور كانت كافية لتغيير العديد من الوجوه البرلمانية وإقصاء أخرى.
ليس مستغربا تراجع الأسماء الرنانة، وقلنا سابقا ستهتز وتتزعزع القواعد والتيارات ليس لصفتها بل لأداء النواب المنتمين إليها خلال الأربع سنوات الماضية والتي لا تتناسب مع تطلعات ناخبيهم وهذا ينطبق على النواب المستقلين وأيضا الشباب السابقين فلا تأييد مطلق لأي نائب ولكن القرار كان بيد الشعب الذي اختار من يمثله.
أخطاء كثيرة ارتكبها بعض النواب السابقين ولم يحالفهم الحظ بالفوز هذه المرة، 4 سنوات يراها طويلة لإرضاء الناخبين وتنفيذ الوعود الانتخابية لكنها قصيرة جدا، في حين يعتصر المواطن الألم بانتظار مخرج ينقذه من ضغوطات الحياة.
عجبي لقرارات بعض النواب السابقين في التشريع المضر لمصلحة المواطن والاصطفاف الحكومي الذي شحن المواطن وحفز الرغبة لديه في إقصائهم بشدة وتلقينهم درسا عظيما!
أين ذهبت المجاميع والقواعد فقد فرقتها بعض الاختلافات والخلافات ومزقها الاحتكار وأضعفها إهمال هموم المواطنين حتى ألقت بهم في الصفوف الخلفية بعيدا عن المتنافسين أو بنجاح بطعم الخسارة ربما يكون الأخير ومؤشر واضح على الانهيار! إلا إذا استوعبوا الدرس لكن ربما بعد فوات الأوان.
بالنسبة للوجوه الجديدة وبالأخص الشباب، اسمعوني جيدا عليكم الحذر وإلا سوف تندمون ندما شديدا، أولا شاهدتم بأنفسكم كيف يمكن للشعب ان يعود بكم من مقعد البرلمان الى خارجه فلا تغرنكم الأرقام التي حققتموها فهي سلاح ذو حدين فهي بمقدار الثقة التي حصلتم عليها من الناخبين مقابل الخذلان الذي سببه من سبقكم، فمن السهولة ان تتحول آلاف الأصوات الى المئات فقط.
ثانيا يجب عليكم تحديد القوانين التي سوف تعملون عليها ويجب ان تكون قريبة من مطالبات الشعب وليس العكس، وأقول لكم يجب عليكم الاستعجال في ذلك لأنه لا يوجد لديكم وقت كثير فسوف يتم تقييمكم سريعا من بعد أداء القسم مباشرة والتصويت على رئاسة المجلس وتشكيل اللجان، وبما ان الساحة ساخنة جدا فعليكم العمل بنفس السرعة بالتشريع.
ثالثا يتحدث البعض عن حل سريع لهذا المجلس وهذا يصعب المهمة عليكم وكثير ممن لم يحالفهم الحظ يعملون من الآن على استعادة قواعدهم ورصد أخطائكم والاستفادة من فترة تسجيل الناخبين العام المقبل لجمع المؤيدين.
رابعا عليكم الحذر في عملية اختيار فريق العمل داخل البرلمان من مديري مكاتبكم وسكرتارية، كان بعض هؤلاء سبب في إقصاء نواب سابقين لأسباب كثيرة، منها التعامل مع الناخبين كما يفعل بعض النواب السابقين كذلك، فوجب معرفة وضع واختيار الأشخاص المناسبين والمتخصصين ومن يديرون مكتب النائب ومساعدته على ممارسة هذا الدور السياسي التشريعي والرقابي.
خامسا نقول هذا الميدان يا حميدان، انتهى الكلام والدعاية الانتخابية والانتقاد الشفهي وبدأ العمل الحقيقي ومن بعدها تتحدد ملامحكم وتوجهاتكم السياسية.
بالمختصر: ارادة الشعب غيرت السابقين وستقرر من ستغير مستقبلا.
رسالة: لم توفق المرأة ولم تحظ أي مرشحة بالفوز في مقعد بالبرلمان، ومن حدد ذلك ثقة الناخبين والناخبات، وليس هنالك تمييز في العملية السياسية ولكن منذ حصول المرأة على حقوقها السياسية وهي تخوض تجارب في الميدان البرلماني حتى تصل لمرحلة تمتلك فيها الأدوات التي تجعلها في سباق المنافسين.