بقلم: نيفين أبولافي
من هنا من الكويت قالت المرأة كلمة بدأت بها عهدا جديدا من الديمقراطية والحياة البرلمانية.. من هنا من الكويت وقفت السيدات والفتيات طوابير تحت المطر وخلف الكمامات احترازيا من وباء كورونا ليدلين بصوتهن الذي كان له الأثر الكبير في إيصال عدد كبير من النواب الى الكرسي الأخضر تحت قبة مجلس الأمة.
لم يكن يوم الخامس من ديسمبر من عام 2020 يوما عاديا أبدا، حيث عملت المرأة في ظل ظروف استثنائية يعيشها العالم وليست الكويت فحسب بسبب جائحة كورونا التي فرضت تدابير خاصة للوقاية من الإصابة بالفيروس الى جانب ظروف المناخ المتقلبة والأمطار التي انهمرت بدءا من المساء حتى ساعات الصباح الاولى من اليوم التالي.
جولة صغيرة في إحدى المدارس المقررة لاقتراع الناخبات كانت كافية لرسم صورة معبرة عن حب هذه الأرض والروح الوطنية التي تتحلى بها المرأة في الكويت، حيث تستقبل المتطوعات عند المداخل كبار السن لتوفير ما يلزم لهن لتسهيل عملية الإدلاء بصوتهن، بينما تقف الفتيات العسكريات سواء من منتسبات وزارة الداخلية او الإطفاء لفحص الحرارة والتعقيم لمن يرغب وتوفير القفازات بالإضافة الى تأمين الموقع من الناحية الأمنية، فيما نرى وكيلات المرشحين داخل اللجان الى جانب السيدات العاملات في الجهات الرسمية الى جانب القاضي لتنفيذ آلية التصويت بشكل صحيح وقانوني تاركين أبناءهن وذويهن وسط مخاوف الجائحة، همهن الأول الكويت، ترويهن دعوة من أي شخص بأن يحفظهن الله ويثني على جهودهن.
أما الحدث الأبرز فهو تلك المشاركة الكثيفة للمرأة في هذه الانتخابات والتي غيرت الخارطة النيابية في بعض الدوائر، حيث كانت عاملا مؤثرا في النتائج النهائية مما لا يدع مجالا للشك في قدرتها على صنع المستقبل والتغيير وبيدها ان تختار ما ان كان صالحا او طالحا.
من هنا من الكويت ترسم المرأة لوحة جديدة من العطاء والوفاء والحب للوطن استكمالا لما بدأته من سنين، وتثبت ان نصف المجتمع هو جزء مهم ايضا مع نصف المجتمع الآخر.
حتى على صعيد الإعلام المرئي فقد حضر العنصر النسائي وبقوة في تغطية الحدث الانتخابي ومتابعة مجريات الأحداث ساعة بساعة بتميز واقتدار على كافة القنوات الفضائية المحلية والمواقع الإلكترونية.
من هنا من الكويت لكنّ تحية إجلال واحترام.