بعد أن أعلنت بريطانيا الموافقة على الاستخدام العام للقاح فيروس كورونا، ثار جدل حول قرار أخذ اللقاح بين العامة والمختصين، مما خلق جوا من الشك والتضليل بين أوساط المجتمع، وخاصة مع ضعف الآلة الإعلامية الرسمية، وتأخرها في بعض الأحيان لمواكبة التطورات السريعة في هذا الملف.
بعد أن أصبحت بريطانيا أول دولة غربية توافق على استخدام اللقاح المصنع من شركة Pfizer-BioNTech، زاد الضغط على الدول الأخرى لتحذو حذوها بسرعة. ومن المتوقع أن تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر لاستخدام اللقاح في وقت لاحق من هذا الشهر.
أما دول كبلجيكا وفرنسا وإسبانيا وغيرهم فقد صرحوا بأنه من الممكن أن يبدأ في يناير إعطاء اللقاح للفئات الأكثر ضعفا.
تقول منظمة الصحة العالمية إن ٥١ لقاحا يتم اختبارها حاليا على البشر، ووصول ١٣ لقاحا إلى المراحل النهائية من الاختبار الشامل.
مع إثبات العديد من اللقاحات فعاليتها في التجارب، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن اللقاحات لن تكون «حلا سحريا» لأزمة فيروس كورونا، في الوقت الذي تستعد فيه الكثير من الدول لعملية إطلاق حملة ضخمة للتطعيم أملا في التصدي للعدوى المتزايدة.
هناك نقاش مستمر فيما يتعلق بإمكانية استمرار نقل الأفراد المحصنين للفيروس إلى الآخرين. يجب أن يدرك المجتمع أن الوباء لايزال بعيدا عن نهايته حتى مع توافر اللقاح.
تم تصميم اللقاح لمنع تطور المرض وخاصة في الحالات البسيطة والمتوسطة. مع ذلك لا نعرف ما إذا كان اللقاح يمنع انتقال العدوى وخاصة للحالات التي لا تعاني من أعراض.
ومن ثم، يجب على المجتمع ضرورة الاستمرار في الحرص على ارتداء الكمام، والتباعد الجسدي، وغسل الأيدي باستمرار، وتجنب التجمعات الكبيرة حتى يتوقف انتقال الفيروس.
مما لا شك فيه أن اللقاح سيضيف أداة رئيسية وقوية إلى مجموعة الأدوات التي لدينا للتصدي لفيروس كورونا ومنع استمرار انتشاره بسرعة، والذي يؤدي إلى ضغوط هائلة على المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية. فاللقاح يهدف لتقليل شدة المرض وإنقاذ الأرواح.
في المجال الطبي لا يتم اعتماد وإعطاء أي لقاح للمجتمع إلا بعد التأكد من سلامته ومأمونيته، فلذلك أغلب دول العالم لا تستخدم اللقاحات إلا بعد اعتمادها من الجهات الصحية الدولية.
نعم صحيح أنه تم اعتماد لقاح فيروس تحت بند الاستخدام الطارئ ولم ينتج اللقاح بالمدد التي عادة تخضع لها تلك اللقاحات، وذلك بسبب هذه الأزمة العالمية، ولكن مع ذلك خضعت الكثير من هذه اللقاحات للتجارب السريرية وما قبل السريرية وفقا للضوابط الطبية البحثية، ولم تعتمد أو يصرح لها للاستخدام الإكلينيكي على البشر إلا بعد اجتيازها بنجاح جميع المراحل المطلوبة للاعتماد.
من المؤكد أن ظهور هذه اللقاحات بهذه الظروف ممكن أن تنتج عنها بعض الأمور التي يمكن تفاديها في الأوضاع الطبيعية لإنتاج اللقاحات.
بناء على المعطيات والنتائج المعلنة والى لحظة كتابة هذا المقال أستطيع أن أقول إن بعض اللقاحات تصل نسبة فعاليتها الى ٩٥% لكن لا نعلم إلى متى تستمر الفعالية مع الترجيح ألا تكون دائمة.
وأما بخصوص مأمونية اللقاح فهو آمن وخاصة على المدى القصير ولكن لا أحد يعلم ماذا سيحدث من مضاعفات على المدى البعيد.
مع الوصول الوشيك للقاحات إلى الكويت يتساءل الكثيرون: هل نأخذ لقاح فيروس كورونا؟
في المرحلة الحالية أشجع كل شخص للتسجيل بالمنصة التي أطلقتها وزارة الصحة، علما ان تسجيلك لا يعني استدعاءك حالا لأخذ اللقاح، ولكن هي خطوة تنظيمية لتحديد الفئات التي لها أولوية لأخذ اللقاح.
جرت العادة مع جميع اللقاحات في الكويت ألا يتم إعطاؤها للمواطنين إلا بعد التأكد من سلامتها وفعاليتها بالدلائل والبراهين العلمية. فلذلك لا تحرم نفسك من الحق والأولوية في أخذ اللقاح!
في الختام أوصي بأخذ البيانات والمعلومات من المختصين والجهات الرسمية وعدم الانجراف إلى المعلومات التي لا تستند إلى دليل، والابتعاد عمّن ينشر ثقافة الشك والتضليل من دون معلومات موثوقة.