بدأت السعودية أمس المرحلة الأولى من حملة التطعيم بلقاح فيروس كورونا المستجد، التي تستهدف الذين تجاوزوا سن الـ 65 عاما والعاملين في المهن الأكثر عرضة للعدوى، معتبرة أن انطلاق العملية بداية لانفراجة في أزمة الوباء. وأظهرت لقطات مباشرة، وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة، وهو يتلقى أول جرعة من لقاح فيروس كورونا، معلنا «بداية لانفراج أزمة»، مؤكدا أنه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدأت أكبر عملية تطعيم في المملكة، مع متابعة مباشرة ودقيقة من ولي العهد لإطلاق عملية التطعيم. وجاءت خطوة وزير الصحة السعودي لطمأنة المواطنين والمقيمين على سلامة اللقاح.
وبدأ مواطنون ومقيمون في المملكة يتلقون اللقاح مجانا في السعودية، فيما أكد وزير الصحة أنه «سيكون لدينا مراكز لقاح في جميع مناطق المملكة». وأضاف الربيعة أنه سيكون اختياريا وليس إجباريا، مؤكدا: «حريصون على أن يكون اللقاح آمنا.. حريصون على توفير الجرعات ضد كورونا للجميع».
من جهتها، أكدت لجنة الأمراض المعدية بأن عملية التطعيم تشمل أولا كبار السن، فيما شددت لجنة الدواء والغذاء على أن لقاح كورونا الذي تم اعتماده في السعودية آمن. وبذلك تصبح السعودية أول دولة عربية تستخدم اللقاح الذي أنتجته شركتا «فايزر- بيونتيك». وقال الربيعة إنه كان يتابع بقلق شديد الحالات المسجلة خلال الأشهر التسعة الماضية لكنه يتابع «بسعادة بالغة أرقام الحاصلين على اللقاح».
في غضون ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في تغريدة أن التلقيح ضد كوفيد-19 سيبدأ في الاتحاد الأوروبي في 27 و28 و29 ديسمبر. وأكدت الوكالة الأوروبية للأدوية أنها ستدرس ترخيص لقاح فايزر- بيونتيك في 21 ديسمبر، قبل أسبوع من الموعد المقرر. وكانت المفوضية أشارت إلى أنها ستعطي الإذن لبدء التلقيح خلال اليومين اللذين يليان موافقة وكالة الأدوية.
وقالت أوزلام توريجي كبيرة الأطباء والشريك المؤسس في شركة «بيونتيك» إن 140 ألف شخص في بريطانيا تلقوا اللقاح المضاد لكورونا والذي صنعته الشركة بالتعاون مع فايزر الأميركية.
وأوضحت توريجي وهي زوجة العالم الألماني- التركي أوغور شاهين مؤسس الشركة أن تقييم الآثار الجانبية للقاح مطمئنة.
وخلال اتصال عبر الإنترنت مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قال أوغور شاهين إنه واثق من إمكانية عودة الحياة إلى طبيعتها بحلول الشتاء المقبل.
وذكرت توريجي أن الآثار الجانبية بين البسيطة والمتوسطة وقصيرة المدى ومماثلة لما تحدث عادة في اللقاحات الأخرى شائعة الاستخدام.
لكن مسؤولا بارزا في منظمة الصحة العالمية، قال إنه بالرغم من أن اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا المستجد «واعدة» إلا أنها لن توقف الفيروس، وليست «الرصاصة الفضية» لإنهاء الوباء.
وقال د.تاكيشي كاساي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة غرب المحيط الهادئ، ردا على سؤال بشأن الموعد الذي يأمل فيه العالم للعودة إلى طبيعته - بحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية «إن الإجابة عن هذا السؤال تعتمد علينا جميعا، وعلى الإجراءات الفردية التي نتخذها الآن وفي المستقبل». وأضاف أن العدد الأولي للقاحات سيكون محدودا، وأنه يجب إعطاء الأولوية للفئات الأكثر عرضة للخطر.. أما بالنسبة للفئات الأخرى فإن الأمر قد يستغرق ما بين 12 و24 شهرا قبل أن يتلقى غالبية الأشخاص اللقاح.
يأتي ذلك، في وقت سجلت الولايات المتحدة وفاة أكثر من 3700 شخص وإصابة أكثر من 250 ألفا آخرين خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية هي الأعلى على الإطلاق في هذا البلد، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز. كما سجلت إحصاءات الجامعة ارتفاع عدد الإصابات حول العالم الى أكثر من 74 مليونا و400 ألف، مقابل مليون و650 ألف وفاة.