- وحدة وتطابق الرؤى المصرية الكويتية تجاه مختلف القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالرفض التام للتدخلات الأجنبية في المنطقة
- الكويت تأتي في المرتبة الخامسة في قائمة الدول المستثمرة في مصر.. وحجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 301 مليون دولار العام الماضي
- نحو 24 ألف طالب كويتي يتلقون دراستهم في مصر وحريصون على تقديم التسهيلات للراغبين في استكمال دراستهم
- الأمير الراحل سيذكره التاريخ بأحرف من نور.. وسيظل حاضراً في ذاكرة الشعب المصري كصديق لمصر ومحب لها
أكد سفير مصر لدى الكويت طارق القوني، أن عام 2020 كان عاما استثنائيا في العلاقات المصرية - الكويتية، حيث ظهرت خلاله مدى صلابة ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، وذلك في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، وأزمة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، والتي أكدت أيضا مدى حرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، على تعزيز سبل التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.
وأكد القوني - في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في الكويت - أن العام الحالي، شهد العديد من التحديات التي لم تغير فقط وجه المنطقة، بل غيرت وجه العالم أجمع، وفي مقدمتها أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، والتي شهدت تنسيقا كبيرا بين البلدين الشقيقين، خاصة في ظل وجود جالية مصرية كبيرة في الكويت تقوم بدور مهم في أوجه التنمية في الكويت.
وأضاف انه جراء تفشي الفيروس في معظم دول العالم، ابتداء من نهاية شهر فبراير الماضي، ومنها الكويت، وإغلاق حركة الطيران، واجهت السفارة المصرية لدى الكويت مشكلة في إعادة العالقين في الكويت، والذين تقطعت بهم السبل للعودة إلى الوطن، إلا أنها نجحت بالتنسيق مع السلطات الكويتية، في تنظيم عدد من الرحلات الاستثنائية لإعادة آلاف من المواطنين العالقين إلى أرض الوطن، وذلك في إطار اهتمام القيادة السياسية بأبنائها في الخارج.
أزمة كورونا
وتابع القوني أن مهام السفارة خلال أزمة (كورونا) لم تقتصر فقط على تسهيل عودة المواطنين العالقين، وإنما امتدت إلى محاولة تخفيف الأعباء المعيشية الناتجة عن تفشى فيروس كورونا على أبناء الجالية، وذلك انطلاقا من مسؤولية البعثة الديبلوماسية تجاه الجالية، واتساقا مع جهود الدولة في رعاية المصريين في الخارج، في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة، حيث دشنت مبادرة (تكاتف) في شهر أبريل الماضي، بالتعاون مع منتدى رجال الأعمال المصريين في الكويت، وغيرهم من المقتدرين، وعدد كبير من المصريين المتطوعين، موضحا أن دور السفارة في المبادرة، تركز على تنسيق وتنظيم جهود المقتدرين والفاعلين في العمل الطوعي والإنساني، وتسهيل وصولهم للحالات الإنسانية، استكمالا للجهود التي شهدتها الكويت لتقديم الدعم للمتضررين من تبعات الجائحة.
ولفت إلى أن مبادرة (تكاتف) نجحت على مدى 4 أشهر خلال الفترة من شهر أبريل وحتى نهاية يوليو الماضيين، في توفير 6000 سلة غذائية، استفاد منها نحو 18 ألف شخص من أبناء الجالية، فضلا عن سلات غذائية لعدد من المقيمين من جاليات أخرى، تأكيدا لهدف المبادرة الإنساني، فضلا عن مساعدة نحو 110 مواطنين في السفر إلى مصر، من خلال تحمل قيمة تذاكر سفرهم، بما في ذلك توفير مأوى لعدد كبير منهم قبل تسفيرهم، مؤكدا أن كل ذلك ما كان ليتم سوى بتضافر جهود المقتدرين من أبناء الجالية، واستجابتهم الكريمة لمبادرة السفارة، ليقدموا صورة مشرفة لأبناء مصر في الخارج، من خلال وقوفهم إلى جانب ذويهم في أوقات الشدة.
الأمير الراحل
وأضاف السفير القوني، أن العام الحالي شهد أيضا وفاة المغفور له أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، الذي سيذكره التاريخ بأحرف من نور، بعد أن قضى حياته في خدمة وطنه وشعبه وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، كقائد للعمل الإنساني، وكرجل دولة من طراز رفيع، رفع راية بلاده عالية بين الأمم، وكان رمزا للتوازن والحكمة في عالم مليء بالصراعات، فضلا عن بصماته المضيئة في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين، مشددا على أنه سيظل حاضرا في ذاكرة الشعب المصري، كصديق لمصر ومحب لها.
وأشار القوني إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان في مقدمة رؤساء الدول الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وأسرة آل الصباح، على رأس وفد مصري رفيع المستوى، ضم رئيس مجلس النواب د.علي عبدالعال، ووزير الخارجية سامح شكري، وعددا من كبار المسؤولين، وهو ما يؤكد مدى خصوصية العلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وحول طبيعة العلاقات المصرية - الكويتية، أكد القوني أن الكويت أظهرت مواقف ثابتة على مدى السنوات الأخيرة، من خلال وقوفها مع خيارات الشعب المصري ومطالبه المشروعة في الأمن والتنمية، وذلك انطلاقا من قناعتها، أن مصر تمثل حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة، لافتا في الوقت نفسه، إلى دعم الكويت الكامل لجهود مصر الحثيثة في مجال مكافحة الإرهاب.
العلاقات الثنائية
وأكد القوني أن التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة حاليا، تضيف بعدا مهما للعلاقات المصرية والكويتية، وتبرز مدى التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين، والذي يتضح من خلال الزيارات والرسائل المتبادلة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، والتي كان آخرها الرسالة التي حملها وزير الخارجية سامح شكري الشهر الماضي، وتضمنت دعوته لزيارة القاهرة، وكذلك الرسالة التي حملها وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد من صاحب السمو إلى الرئيس السيسي.
ولفت إلى وحدة وتطابق الرؤى المصرية- الكويتية تجاه مختلف القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بالرفض التام للتدخلات الأجنبية في المنطقة، وضرورة الاعتماد على الحل السياسي في مختلف الأزمات التي تشهدها عدد من الدول، وفي مقدمتها ليبيا، وسورية، فضلا عن الدعم الكويتي لقضية مصر العادلة من أزمة سد النهضة الإثيوبي، وضرورة التوصل الى اتفاق عادل وملزم حول قواعد مليء وتشغيل السد، بما يحفظ حقوق الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا.
وشدد على اتفاق البلدين على إيلاء القضية الفلسطينية أهمية كبيرة، باعتبارها القضية المركزية لهما، واتفاقهما على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل وفق مقررات الشرعية الدولية، بما يحقق طموحات الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد القوني على أهمية الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية سامح شكري إلى الكويت منتصف نوفمبر الماضي، والتي تم خلالها التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، وسبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة، والتي ستشهد عدة استحقاقات مهمة، من بينها عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في القاهرة خال الربع الأول من العام المقبل.
الأزمة الخليجية
وفيما يتعلق بجهود الكويت في التوصل إلى حل للأزمة الخليجية، ثمّن سفير مصر لدى الكويت، دور الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، واستمرار الجهود المبذولة من جانب صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد والكويت لرأب الصدع العربي، وتسوية الأزمة الناشبة منذ عدة سنوات بين قطر ودول الرباعي العربي، معربا عن أمله في أن تسفر هذه المساعي عن حل شامل يعالج أسباب الأزمة.
وفيما يتعلق بحجم التبادل التجاري بين مصر والكويت، كشف السفير القوني عن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، بلغ في العام الماضي نحو 301 مليون دولار، وذلك دون أن يتضمن حجم صادرات الكويت من البترول الخام إلى مصر، والذي بلغ 2.3 مليار دولار في عام 2018، و2.1 مليار دولار في عام 2019.
وأوضح أن أهم الصادرات المصرية الى الكويت، تتضمن الكابلات الكهربائية، والفاكهة والخضراوات الطازجة، وشاشات التلفزيون، والمنتجات الغذائية المتنوعة، والأحجار الطبيعية والزيوت العطرية، مشيرا إلى أنها بلغت 276 مليون دولار في 2019، بينما تشمل أهم واردات مصر من الكويت، السيارات، والبوليمرات والآلات، والتي بلغت نحو 25 مليون دولار العام الماضي.
الاستثمارات في مصر
وفيما يتعلق بأبرز الاستثمارات الكويتية في مصر، لفت القوني إلى أن الاستثمارات الكويتية في مصر، بلغت ما قيمته 4.3 مليارات دولار أميركي في 30 يونيو 2019، وذلك من خلال 1337 شركة مسجلة بمصر وبها رأسمال كويتي، لتأتي الكويت في المرتبة الخامسة في قائمة الدول المستثمرة في مصر، بعد كل من الإمارات، والسعودية، وبريطانيا، وهولندا، موضحا أن غالبية استثمارات تلك الشركات، تتركز في قطاعات البترول، والخدمات المالية، خاصة البنوك، والاستثمار العقاري، والسياحة والصناعة.
وحول العلاقات الثقافية المصرية - الكويتية، قال القوني إن العلاقات الثقافية، تمثل أقدم أوجه العلاقات بين البلدين، حيث تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، وشملت مختلف مجالات الثقافة والتعليم، لافتا في الوقت نفسه إلى أن نحو 24 ألف طالب كويتي، يتلقون دراستهم في مصر سنويا، ما بين التعليم الجامعي وما فوق الجامعي (الدراسات العليا - ماجستير - دكتوراه).
وشدد على حرص السفارة على تقديم كل التسهيلات اللازمة للمواطنين الكويتيين الراغبين في استكمال دراستهم في مصر، خاصة في ظل النهضة التعليمية التي تعيشها مصر خلال تلك الفترة، مع تحسن ترتيب العديد من جامعاتها ضمن مؤشر جودة الجامعات العالمية.
ولفت القوني إلى أنه على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، إلا أن نشاط المكتب الثقافي المصري بالكويت لم يتوقف، حيث نظم معرضا فنيا افتراضيا بعنوان (وداعا أمير الإنسانية)، بالتعاون مع المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب في أكتوبر الماضي، وندوة عن بعد (أونلاين)، بالاشتراك مع إدارة الطلبة الوافدين بوزارة التعليم العالي المصرية، للرد على أسئلة واستفسارات الطلبة الكويتيين الراغبين في الدراسة بمصر، بالإضافة إلى تنظيم معرض فني (أون لاين)، يضم لوحات فنية للمغفور له الشيخ صباح الأحمد، تتناول عطاءه الخالد ومبادراته الإنسانية والديبلوماسية، وكذلك ندوة افتراضية عن المتحف المصري الكبير، بحضور نخبة من المتخصصين في مجال الآثار من مصر، والكويت والمغرب.
معادلة الشهادات
وفيما يتعلق بمشكلة معادلة شهادات الطلبة المصريين في الكويت الراغبين في الالتحاق بمدرسة السفارة، أكد القوني أن السفارة كانت حريصة منذ بداية المشكلة على التواصل مع وزارة التربية والتعليم في مصر، والتي استجابت على الفور لمطالب أولياء أمور الطلبة وتم حل المشكلة في حينها، وإنهاء إجراءات التحاق الطلبة بمدارس السفارة، حفاظا على مستقبلهم الدراسي، ومراعاة للظروف الاستثنائية الخاصة بفيروس كورونا.
وأكد السفير المصري لدى الكويت، أن من أهم أوجه العلاقات القوية بين البلدين، الدور المهم الذي تقوم به الجالية المصرية بالكويت في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ عقود، والذي وصل حجمها حاليا الى نحو 650 ألف مصري.
وأضاف القوني ان الجالية المصرية في الكويت، تعتبر من أكثر الجاليات المصرية في الخارج، ارتباطا بقضايا الوطن الأم، مشيرا إلى أنها تحرص دائما على المشاركة الفعالة في مختلف الاستحقاقات الدستورية، والتي كان آخرها انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب، والتي نجحت السفارة في تنظيمهما بالشكل الأمثل، في إطار الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، لافتا إلى تصدر الجالية المصرية في الكويت كعادتها في جميع الاستحقاقات الدستورية، للجاليات المصرية في الخارج من حيث حجم المشاركة.
وحول المبنى الجديد للسفارة المصرية بالكويت، كشف سفير مصر لدى الكويت، عن انتهاء أعمال الهدم في مبنى السفارة القديم الموجود بمنطقة السفارات بالدعية، تمهيدا لبدء أعمال تشييد المبنى الجديد وفقا لأحدث الطرز المعمارية، متوقعا الانتهاء منه خلال 3 سنوات.