لا يختلف اثنان على أن الحل الأمثل والأنسب لاستكمال التعليم أثناء فترة جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأكمله هو «التعليم عن بعد»، ولكن قد نختلف في آلية التطبيق! وفي البرامج والتطبيقات المستخدمة؟! وفي آلية التقييم؟!
ولن نتحدث عن توقف التعليم الذي حدث طوال سبعة شهور وتم استئنافه بالتعليم عن بُعد بعد محاولات وتجارب عديدة باءت بالفشل والخلل الفني ولم تتم الاستفادة أبدا من تجارب الدول المجاورة لنا والمحيطة بنا بالرغم من أن جميع ظروفنا متشابهة! سنتحدث ونحن مقبلون على مرحلة جديدة بقيادة وزير جديد للتربية، سنتحدث عن الانحدار والفجوة الكبيرة التي حدثت في التعليم لدى أبنائنا في جميع المراحل بصفة عامة، وفي الصفوف الثلاثة الأولى بصفة خاصة، فما نشهده من مستويات لأبنائنا يثير القلق والخوف على مستقبلهم التعليمي، حيث إن التعليم أصبح اسما فقط دون أي أثر واضح، ولا ننكر جهود بعض الأهالي وبعض المعلمين والمعلمات ولكن نتحدث عن الوضع العام، فالمتابعة وحضور الحصص وحل الواجبات وعمل التقارير جميعها تقع على عاتق الأم أو الأب وإن لم يكن ذلك كان من اختصاص مكاتب خدمة الطالب والمدرسين الخصوصيين! بل أصبح الطلبة يستسهلون كلمة «الغش» من خلال إرسال حل الاختبار أو الواجب إلى «القروب» الخاص بالفصل وبعلم من المعلم وكأن هذا الأمر حق مكتسب للطلبة وأمر جائز لهم!
نحن نعلم وعلى يقين تام بأننا جميعا نهدف إلى نجاح أبنائنا وهذا أمر لا جدال فيه ولكن ليس بهذه الآلية، فنحن نجني على أبنائنا وعلى مستقبلهم التعليمي، ولا بد من تعديل آلية العمل في التعليم عن بعد وطرق التقييم، وزيادة صلاحيات المعلمين باستخدام الكاميرات والبرامج التفاعلية للطلبة، أما بالنسبة للصفوف الثلاثة الأولى فلا بد من وضع خطة زمنية تدريجية لعودتهم للمدارس، حيث إنهم الفئة الوحيدة التي لم تتعلم شيئا بالرغم أن النجاح مضمون لهم وفق لائحة المرحلة الابتدائية، وعلينا كأمهات وآباء أن نعي تماما ضرورة عودة هذه الفئة لمقاعد الدراسة وفق الإجراءات والاشتراطات الصحية.
كما أن وزارتي الصحة والتربية لا بد أن يتفقا على آلية محكمة لعودة التعليم الفعلي في الكويت، طالما أن اللقاح اختياري ولن يتم لمن هم أقل من 18 عاما، فلم لا يتم إدراج الهيئات التعليمية والإدارية في المدارس كأولوية في التطعيم والاستعداد لعودة المدارس بصورة تدريجية.
إن الشعب الكويتي على درجة عالية من الوعي والالتزام للمحافظة على صحة أبنائه، والجميع على قدر عال من المسؤولية.
نتمنى أن نأخذ القرارات التعليمية بمأخذ الجد وتتم دراستها بما يفيد مستقبل أجيالنا، فالبقاء على الوضع الذي نحن فيه لن نجني منه إلا جيلا اكتسب سلوكيات خطأ مثل الاتكال والتواكل والغش والإهمال والتراجع في مستوى مخرجات التعليم.
وفقنا الله وإياكم لما فيه مصلحة أبنائنا والتعليم في بلادنا.