بقلم: سلطان عبداللطيف الفارس
لم يكن يوما بعيدا عن آمال وتطلعات الكويتيين، كان الأب الحاني والأخ العطوف للجميع، حيث عاشرته سنوات عديدة لم أر منه إلا التواضع والعطف، ناصر صباح الأحمد لم ير في نفسه شيخا بل كان يرى نفسه ابنا بارا لهذا الوطن، فبالرغم من الهجوم الذي تعرض له إلا أنه لم يفكر في أن يبتعد ويترك الكويت لقمة سائغة للفاسدين وضعاف النفوس، عمل طوال حياته بصمت في أروقة الديوان الأميري، حيث كان مستشارا لسمو ولي العهد آنذاك الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، وكان يقدم له المشورة في جميع الأمور الوطنية، ومن ثم انتقل للعمل كوزير للديوان الأميري، وعمل بصمت لبلده دون كلل أو ملل، وقدم خطته للارتقاء بالكويت والتي عرفت بخطة «كويت 2035»، والتي كانت تتمركز في مدينة الحرير وميناء الكويت، حتى عين وزيرا للدفاع ليكتشف فسادا لم يكن أحد يعلم عنه، وصولا لتقديمه بلاغا عن عدة قضايا فساد، واليوم وبعد رحلة وطنية مليئة بالعمل يغادرنا بصمت، تاركا في قلوبنا ابتسامته المعهودة، وصوته الذي كان يحسسنا بالأمل، وكأنه يقول لنا: جئت لأترك لكم أثرا جميلا، وأجعلكم تشعرون بالمسؤولية تجاه وطنكم وأغادر.
إلى جنات الخلد يا والدي ومثلي الأعلى.